عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لن أصادر على انطباعك عزيزي القارئ عن اسم المقال أعلاه (في المضمون) فسره كما تشاء.. قد تراه كما أردت أنا له وقصدته مقالا يركز على مضمون الكلام وفي عمق المعاني، وقد تذهب إلى حيث لا أريد له بأنه نوع من الكتابة الناعمة التي تضمن لكاتبها البعد عن المتاعب.. لك ما تشاء..كل ما أطلبه منك ألا تحمل ما أكتبه أكثر من معناه الواضح الجلي.. إذا وافقتم على ذلك فقد اتفقنا وعلى بركة الله.

 

(لـ «هبَّة» الصعيد الرابعة)

لا أسمي الغضب العارم الذي أصاب أبناء الصعيد وأنا منهم ثورة.. ولن أتحدث بتلك اللغه الشعبوية، واللعب على أوتار المشاعر وادعاء البطولة على جثة وزير مكسور، خانه التعبير.. ودفعه حماسه الوزاري إلى الوقوع فيما لا تحمد عقباه..ما حدث من وزير التنمية المحلية أبوبكر الجندي خطأ كبير.. ورد فعل أبناء الصعيد مجرد هبة لكرامة خدشها الجندي عندما حملهم مسئولية العشوائيات في القاهرة.

هبة أبناء الصعيد ليست الأولى.. وسبقتها ثلاث هبات أولها جاءت بعد تصريحات زكريا محيي الدين رئيس وزراء عبدالناصر عندما وضع خطة لترحيل الصعايدة من القاهرة.. ووقتها قال له عبدالناصر: أنا صعيدي وأنا أول المرحلين.. توارى محيي الدين خجلا من كلام عبد الناصر وأغلق الملف.. حتى جاء عبدالرحيم شحاتة في عهد مبارك ،وأعاد نفس حديث ترحيل الصعايدة.. وسكت بعدها للأبد واعتذر كما فعل الجندي.. ومن بعد محيي الدين وشحاتة جاء نكرة اسمه السبكي وتطاول على نساء الصعيد فنال جزاءه قابعا خلف القضبان حتى اللحظة على خلفية الحكم الصادر ضده بتعمد إهانة المرأة الصعيدية.. وأخيرا جاء أبوبكر الجندي ليهين أبناء الصعيد ويخسرهم للأبد رغم اعتذاره ومن بعده مجلس الوزراء.

الحقيقة أنني سمعت كلامًا طيبًا عن أبوبكر الجندي من زملاء صحفيين وقادة سابقين بالقوات المسلحة..ورغم ذلك فإنني أرى أن الخطأ كبير، ولكنه مجرد ذلة لسان دفع ثمنها ولا يزال.. القضية هنا ليست الجندي وإنما الفهم الخاطئ من بعض المسئولين الفاشلين لطبيعة الصعيد ولطبيعة عملهم ايضا. الجندي مثلا يتحدث بأريحية عن مشكلة الصعيد العظيمة ويعد بخلق فرص عمل، وتنمية حتى يجبر الصعايدة على ركوب القطار، والعودة الى بلادهم.. منين يا جندي.!! قل لنا عن مصباح علاء الدين اللي وجدته لكي تحل أم المشاكل بهذه البساطة. شيء من اثنين إما أنك وجدت المصباح وإما أنك وزير فشنك ووعودك أمريكاني.. وبهذا يجب طردك فورًا من منصبك قبل حتى جلوسك على كرسيك.

اقترح على أهلنا في الصعيد النظر لنصف الكوب المليان وانتظار وعود الجندي عن رخاء الصعيد وتنميته ونبتلع الإهانة مؤقتًا وننتظر ونرى.. إذا صدق الرجل سامحناه واذا لم يفِ بوعوده فعليه دفع ثمن ما قاله.

أخيراً فإن الصعيد بحاجة الى تنمية على غرار ما قام به مهندس عظيم اسمه الدكتور يوسف اسماعيل عندما اختار منطقة صحراوية على تخوم ثنية قنا عند نجع حمادي وأقام عليها صرحًا عملاقًا هو مصنع الألمونيوم.. تجربة فريدة ليتها تتكرر على طول الصحراء الممتدة من الجيزة الى أسوان، وقتها فقط تستريحون من الصعايدة.. وابحثوا لكم عن صعايدة آخرين ينشرون الثقافة والجمال كما فعل أجدادهم من العقاد حتى يحيى الطاهر عبدالله.