رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

فى يونيو 2011، وعقب تولى الدكتور عصام شرف رئاسة الحكومة، كتبت مقالاً بعنوان «سقوط عصام شرف»، قلت فيه إن سقوط شرف وحكومته كان أسرع مما نتخيل، وأن إمكانات شرف لا تؤهله لأكثر من المنصب الذى شغله فى بداية حياته، وهو مستشار وزير لا أكثر. وكشفت وقتها المتاجرة الرخيصة التى اعتاد عليها شرف طمعاً فى كسب تعاطف الشعب، وذلك عندما نزل من سيارته ليشرف على إسعاف مصابين فى حادث أثناء سير موكبه وقيامه بتوزيع صوره أثناء قيامه بهذا العمل الإنسانى لتقوم وسائل الاعلام بنشرها والإشادة بإنسانيته «الرفيعة».. الغريب أن هذه الواقعة تزامنت مع حركة تمثيلية أخرى قام بها شرف عندما توجه ومعه أفراد أسرته وأحفاده الى مطعم فول وطعمية شهير، وطبعاً لم ينس أن يصطحب معه مصور مجلس الوزراء ليقوم بتوزيع الصور على الصحف، حتى يثبت للناس أنه رجل بسيط، مثل رؤساء وزراء أوروبا.. وقلت وقتها إن الرجل نسى أن ثمن الوجبة التى يتباهى بها فى هذا المطعم تفوق فى ثمنها وجبة الكباب والكفتة فى مطاعم الغلابة.

وقلت وقتها إذا كان شرف صادقاً، فكان عليه أن يترك الناس لتتحدث من نفسها عن أفعاله هذه.. أما ما حدث من متاجرة، فهو أمر يثير الاشمئزاز.

وكشفت وقتها عن قيام شرف بفعل غير مسبوق، وهو اصطحاب حاشيته من سكرتارية خاصة ومراسم وأمن ومستشار إعلامى وآخرين فى سفريات مكوكية لإيطاليا وفرنسا والسعودية والكويت وإثيوبيا، وأن هذا حدث بعد ثورة على الفساد.

وكشفت أيضاً عن تحكم اثنين من السكرتارية الخاصة بشرف فى إدارة الحكومة ومقر مجلس الوزراء بسبب ضعف شخصية الرجل، وكان من نتيجة ذلك انقلاب الأوضاع فى مقر الحكومة رأساً على عقب.. واختفاء الكبار وظهور الصغار على الساحة.. كل هذا قلته عندما كان شرف رئيساً للحكومة، وعلى الفور لجأ الرجل إلى الطريقة القديمة التى اعتاد عليها بعض المسئولين الضعاف الذين جاءوا إلى مناصبهم بالصدفة.. فقد أجرى اتصالاً مع قيادة فى حزب الوفد ظناً منه أن هذه القيادة قادرة على إيقاف مقالاتى.. ولكن خاب ظنه، بعد أن فشلت محاولات القيادة الحزبية التى أرادت أن تجامله، واستمرت المقالات الواحدة تلو الأخرى.

تذكرت هذه الوقائع عندما لاحظت عودة شرف إلى المشهد الفترة الأخيرة من خلال حرصه على تسويق نفسه.. حرص شرف منذ أيام على حضور عدة فعاليات، بعضها إنسانى، مثل حضور احتفالية اليوم العالمى لذوى الإعاقة بساقية الصاوى لتسويق نفسه على غرار الموقف الإنسانى الذى قام فيه بإنقاذ المصابين، بالإضافة إلى حضوره احتفالية عيد العلم بجامعة القاهرة، وحرصه على الظهور أمام الكاميرات.. وكذلك حضوره لاحتفالات العيد الوطنى لمدينة بورسعيد الباسلة.

لم يكتفِ شرف بهذا الظهور.. بل وصل الأمر إلى حضوره العرض المسرحى «مصر.. البيت الكبير» بمسرح جامعة القاهرة.

كل هذا الحضور اللافت من «شرف» كان فى الأيام الأخيرة من العام.. فماذا يريد؟ هل يريد أن يسوّق نفسه فى العام الجديد.. أم إنه اشتاق إلى التلميع الورنيش، الذى كان يمارسه أثناء رئاسته للحكومة؟ أم أن هناك شيئاً آخر يدور فى خلده؟