رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حضرة الوطن

 

 

 

اعتذار اللواء أبوبكر الجندي، وزير التنمية المحلية، واعتذار الحكومة بالكامل لأهل الصعيد كافٍ لإخماد نار الغضب التي أوغرت صدور الصعايدة من أول سور حديقة الجيزة، حتى آخر شجرة في جنينة فريال بأسوان، غضب أهلنا في الصعيد من تصريحات الوزير مقبول، لكن يبدو أن كلامه عن أبناء الصعيد تم تحريفه، وتم فهمه على أن الوزير يتهم الصعايدة بأنهم وراء انتشار العشوائيات بالقاهرة، ورغم أن الوزير لم يقصد ذلك إلا أنه اعتذر وقال إنه أراد من حديثه أن يحصل الصعيد على حظ كبير واهتمام من القيادة السياسية بإقامة مشروعات قومية يعمل بها الشباب الصعيدي ، كما قال: أعتذر لكل صعيدي، أهل الصعيد رجال لديهم جلد وأمانة ورجولة، وبعد ذلك يجب أن يقبل الصعايدة اعتذار الوزير لتفويت الفرصة على الغربان الذين يحاولون إدخال الشعب في مواجهة مع الحكومة، الجميع في مركب واحد: شعب، وحكومة، وجيش، وشرطة، وقائد، يواجهون عدواً واحداً يحاول أن يغتال جهودنا في إقامة دولتنا الحديثة لنأكل من غرسنا ونشرب من نيلنا، ونواجه الذين يريدون تدميرها بكل ما  أوتينا من قوة، لا فرق بين صعيدي أو بحراوي أو مسلم أو مسيحي، كلنا شعب واحد، وأمة واحدة، نعيش تحت علم واحد.. أنصار الوسواس الخناس وأنتم تعرفونهم، هدفهم الوسوسة في صدور الناس، ليردوهم من الوحدة إلى الاختلاف، ومن القوة إلى الضعف، هناك قضايا مهمة تحتاج إلى كل دقيقة من وقتنا بدلاً من أن نضيعها في عتاب وخصام واعتذارات.

القضية المهمة التي يجب أن ننشغل بها حالياً هي التفتيش في الحقيبة الوزارية التي حملها اللواء أبوبكر الجندي وهي التنمية المحلية، لنقرأ أمر التكليف الذي صدر له من الرئيس «السيسي» لإصلاح الأوضاع المتردية في المحليات التي نعتبرها مفرخة للفساد ونسأل الوزير عن خطته للنهوض بها وإخراجها من كبوتها، وتطهيرها من الفاسدين، وتحويلها إلى عنصر إيجابي يدفع جهود التنمية للأمام، ونسأل الوزير عن مصير مشروع قانون المحليات الجديد الذي مللنا من وعود الحكومات والبرلمانات السابقة لإصداره، وهل سيحقق القانون المنتظر أهداف التنمية وخلق بيئة محلية نظيفة، ويفسح المجال للاستثمار في محافظات الصعيد، ونضمن محاسبة ومساءلة المحافظين لقطع الطريق أمام ظهور «عبدالباسط» آخر في أي محافظة، وهو محافظ المنوفية الذي أطاح به كيد النسوان من منصبه في قضية رشوة، بعد أن تحول من محافظ يحافظ إلى مرتشٍ يهمل ويفسد، نحتاج أن نسأل اللواء أبوبكر الجندي، قائد الجيش الثالث الميداني الأسبق، عن خطته لمحاصرة أمراض التنمية في المحافظات، ونسأله عن خططه لنظافة الشوارع، وتوصيل المرافق، وعدالة توزيع الاستثمارات ومحاسبة رؤساء المدن والقرى والأحياء، ونسأله عن موعد إجراء انتخابات المجالس المحلية.

من حق الصعايدة أن يغضبوا من الوزير أو من الحكومة، ولكن الصفح واجب إذا ظهرت الحقائق، وثبت حُسن النية، الوزير «الجندي» كان قبل أيام رئيساً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء منذ عام 2005 حتى توليه المنصب الوزاري، وأكدت دراساته أن الصعيد لم يأخذ حقه من مشروعات التنمية، وأن الهجرة منه وصلت إلى نسبة 80٪ ويعمل المهاجرون في أعمال بدائية، وهو يحاول علاج هذا الخلل بتكليف من الرئيس «السيسي» الذي يحمل لأهل الصعيد تقديراً واحتراماً كبيرين، ووجه الحكومة بإقامة العديد من المشروعات التنموية في الصعيد لتعويضهم عن التهميش الذي عانوا منه في السابق.

بالحب والتسامح نبني بلدنا وليس بالخصام والعنف.