رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حضرة الوطن

أرى ضوءاً فى نهاية النفق، ذلك  كان ردى على الصحفى الشاب الذى سألنى عن توقعاتى للاقتصاد المصرى فى العام الجديد، وانصرف الشاب المتعجل، وكنت أود أن أكشف له عن أسباب تفاؤلى بمستقبل الأيام، ولكنه كان منفعلاً حاد القسمات، وودعته بعبارة «انظر حولك».

طبعاً لم أقصد بالدعوة بالنظر حولنا والتى أوجهها الى كل شاب مصر ترديد إعلان تنظيم الأسرة، وإن كنا فى حاجة إلى ضبط التكاثر حتى لا نصل إلى مرحلة الانفجار السكانى الذى يقضى على الأخضر واليابس من جهود دولة تحبو على شاطئ الاقتصاد لتتدرب على العوم، وبدأت بتعويم الجنيه الذى أصبح بالكاد يلتقط أنفاسه كما البلطى، أمام الحوت الدولار، ولكن كنت أقصد بالنظر حولنا لنشاهد ونتابع  ما يحدث فى الدول المجاورة والتى تحيط بنا لنرى ماذا فعل الإصلاح الاقتصادى فيها، هذه الدول  معاناتها اقتصادية وليست مشكلة حريات، قطار التحول الاقتصادى فيها يكاد يدهس الناس تحت عجلاته وهو ينطلق بسرعته الفائقة، ويقترب من منطقة الخطر، ليلامس السلك العريان وهو الخبز، الخط الأحمر فى حياة البشر، والذى يطلق عليه العيش، لأنه الحياة، وفى بعض الدول ارتبطت معاناة الخبز باتهامات الفساد للإدارة الحاكمة، يعنى شعوب لايصة، وحكومات وإدارات هايصة، شعوب هذه الدول لا ترى نهاية لموجات المعاناة الاقتصادية المتلاطمة كأمواج البحر، فخرج البعض مدافعاً عن لقمة العيش، ويضحى بعضة فى قلبه فى سبيل رغيفه، والذى يحدث فى بعض دول الربيع العربى هو الذى جعلنى أقول للشاب إننى أرى ضوءاً فى نهاية نفق الإصلاح الاقتصادى عندنا فى مصر، فقد  كان الرئيس السيسى واضحاً معنا منذ بداية توليه المسئولية فناشدنا أن نتحمل عبء هذا الاصلاح، الذى يعتبر عملية جراحية لابد منها، وهو دواء مر لا محال من تجرعه من أجل الشفاء، وقد أشاد الرئيس السيسى بتحمل المواطنين أعباء هذا الإصلاح لأنه يعلم آثاره الجانبية على جيوب المواطنين ورغم ذلك يمر الاصلاح الاقتصادى هادئاً، معتمداً على المكاشفة، والمصارحة، وكلما دخل الإصلاح مرحلة موغلة فى الصعوبة والمعاناة، لمسنا بصيصاً من الأمل يتمثل فى افتتاح مشروعات طرق عملاقة، ومشروعات إسكان، ومدن جديدة وآلات تدور فى المصانع ومزارع سمكية تنتج لتوفير البروتين، وتوجيه من الرئيس للحكومة بإجراء عملية تقييم مستمرة للإصلاح الاقتصادى للوقوف على الإيجابيات والسلبيات، ودراسة متطلبات المرحلة القادمة.

الإصلاح الاقتصادى باختصار يتم بخطط مدروسة هدفه أن يوفر لنا سنارة بدلاً من أن يقدم لنا سمكة، أن نعمل، ولا نعيش على الدعم، لقد عبرنا مرحلة هامة وخطرة من الإصلاح، وسنبدأ بإذن الله مرحلة تكريم الشعب الذى تحمل صبر أيوب، الرئيس وجه الحكومة بتذليل العقبات أمام المستثمرين لجذب مزيد من الاستثمارات، وطلب أن ينعكس الاستثمار على تحسين ظروف معيشة المواطنين، فالاستثمار يخلق فرص عمل تحد من البطالة وتزيد دخول الناس.

لا نريد تهويلاً ولا تهويناً، لا أرى أن الأسعار ستهبط، الماضى لن يعود، الحل فى زيادة دخل المواطن حتي يستطيع شراء السلع، الرئيس قال: لا أستطيع أن أقدم لكم شيئاً إلا العمل، اعملوا يا أهل مصر، واسعوا للعمل وهنا أدعو الحكومة إلى جلب الاستثمارات و التوسع بمشاركة البنك المركزى فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى، وتشجيع المنتج المحلى لتوفير العملة الأجنبية، واستغلال المشروعات الضخمة فى إضافة فرص عمل جديدة.

دائماً هناك أمل فى غد أفضل.