عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

التقدم ليس أرقاما صماء تقول إن معدلات الانتاج الصناعى والزراعى والخدمى فى زيادة خاصة عندما يكون معدل الزيادة السكانية يرتفع بوتيره أسرع ويلتهم فى طريقة أى آمال أحيانا تبدو من بعيد أشبه بالسراب.. منذ ما يزيد على أربعين عامًا وقد فشلت تقريبًا كل المحاولات التى سعت إلى لجم الزيادة السكانية الأرنبية الإيقاع فى مصر - والسبب هو أن أحدًا لم يفكر هل يمكن أن يتغير الواقع المتخلف لبلد ما من غير التنقيب فى طبقات بنية التخلف الاجتماعى المتراكمة من قرون طويلة مما يجعل ابن هذه البنية أحد اكبر معوقات التطور؟

نعم نحن نعيش تقويميًا فى القرن الحادى والعشرين - نعيش فى عصر الصناعة والاتصالات، ولكن ألم ينتبه أحد للفارق الشاسع بين مجتمع التصنيع ومجتمع الصناعة؟ للأسف مازالت الصناعة فى مصر ودول العالم الثالث تعانى من تخلف مخيف لأنها انعكاس لبنيه اجتماعية متخلفة ومتيبسة وتقتل أى نمو عن طريق الاستهلاك الترفى والاكتناز المالى الذى لا يوظف فى مشاريع منتجة. أما التصنيع حسب «دائرة المعارف العالمية - علم اجتماع التنمية» ظاهرة شاملة وتراكمية تشمل مختلف قطاعات السكان وتنعكس عليها وعلى حياتها.

 وحسب نفس المصدر السابق فيلاحظ فى البلدان النامية ومصر من أبرزها - وجود قطاعات انتاجية متقدمة جدًا فى الزراعة والصناعة على حد سواء ولكنها محدودة لاتتجاوز كونها جزر تطور فى محيط من التأخر يحظى بثرواتها قلة ضئيلة من الوجهاء المحليين المتحالفين مع الرأسمالية الخارجية، وإلى جانب هذه القطاعات هناك غالبية ساحقة من السكان لاتحظى إلا بنسبة ضئيلة من الدخل ومعظمها تمارس أعمال حرفية بدائية وأساليب زراعية متخلفة مما يفرض عليها البؤس المادى والحياتى.

وفى مؤلفة البديع يقول الباحث اللبنانى دكتور مصطفى حجازى فى مؤلفة «التخلف الاجتماعى - مدخل إلى سيكولوجية الانسان المقهور «التفاوت المرعب بين قلة تملك وغالبية مقهورة ماديًا واجتماعيًا يؤدى إلى تبخيس تدريجى للعمل بالريف وفى الحرف وإلى زيادة معدلات الهجرة للمدن للتكدس حولها فى أحياء الصفيح التى تشكل أحزمة بؤس حول عواصم البلدان النامية.

ويضيف «بمقدار بوار الأرض وتدهور الحرف التقليدية تزداد نسبة النشاطات الطفيلية التى يمارسها سكان أحياء البؤس - نشاطات تهدف إلى الارتزاق تبعًا للظروف بشكل تختلط فيه الأعمال المشروعة بالنشاطات المخالفة للقانون - والنتيجة هنا أن وجاهة النقود المكتسبة بدون عمل تصبح عظيمة جدًا، وتصبح المهن التى تسمح بالكسب السريع تتمتع بجاذبية كبيرة - حسب تعبير عالم الاجتماع لاكوست - ويؤدى هذا الواقع إلى تفشى الهامشية المهنية مما يفتح السبيل - حسب لاكوست أيضًا - أمام ازدهار مختلف أشكال السلوك المشين عند الكبار والأحداث على حد سواء.

وللحديث بقية