رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤي

 

 

من أهم الرسائل التى وصلتني بعد ثورة يناير، تلغراف من القارئة الفاضلة سميحة أبوالمحاسن، تسكن فى شارع أمين الجزار فى الترعة البولاقية بشبرا القاهرة، تسلمته فى شهر ديسمبر سنة 2012، كتبت فيه سؤالًا أربكنى، قالت: «ما ورد فى عمودك اليوم (3 سبتمبر 2012) لحساب من؟».

تصلنى العديد من الرسائل عبر البريد الورقى أو البريد الإلكترونى، وعبر رسائل المحمول، وكثيراً ما يتهمني بعض أصحاب هذه الرسائل، مثل غيري من الكتاب والزملاء الصحفيين والإعلاميين، بعدم النزاهة أو الفساد أو التكفير أو الاتهام بالزندقة والإلحاد أو غير ذلك لكي يثنونى عن الكتابة في قضية ما، وأقابل هذه الكتابات بكل ابتسامة وترحيب وصدر رحب، والأكثر من هذا أحزن جدا عندما تتوقف هذه الرسائل أو تنقطع لفترة، لكن الذى لا أعرفه ولم أفهمه هو: لماذا حزنت من هذه الرسالة؟، لماذا اتخضيت؟، لماذا لم أتلقها مثلما أتلقى العشرات من رسائل السب والقذف والتكفير؟

وأذكر جيداً أننى بعد تسلمه عدت للمنزل، وبحثت عن العمود، بعد لحظات اكتشفت أن العمود كان بعنوان «لماذا الديمقراطية؟»، كنت أعلق فيه على مقال للكاتب البريطاني روبرت فيسك أكد فيه أن تحقيق الديمقراطية فى مصر (فى عهد الرئيس «مبارك») أصعب من حل مشكلة إيران، وطرح بالمقال سؤال على قدر كبير من الأهمية، وهو: ما الذى يجبر «مبارك» وابنه على تغيير نظام الحكم؟، وما الذى  يجبرهما على تحقيق الديمقراطية؟، روبرت فيسك نشر المقال فى عام 2010، وقد علقت عليه فى نفس العام خلال حكم الرئيس «مبارك».

فى عمود الأحد 3 سبتمبر استدعيت مقال روبرت فيسك وما علقت عليه، وذلك لكي أنبه القراء إلى أن الوضع لم يتغير كثيراً، وأن سؤال روبرت فيسك مازال مطروحاً: ما الذي يجبر «د. مرسى» على تغيير النظام والأخذ بالديمقراطية.

واليوم بعد مرور خمس سنوات من استلامي تلغراف السيدة سميحة أبوالمحسن، استدعى سؤال روبرت فيسك، هل ستعرف مصر الديمقراطية والتعددية؟، هل سينعم الشعب مثل سائر الشعوب بالحرية، حرية التعبير، والاعتقاد، وما الذي يجبر أى حاكم على العمل بالديمقراطية والتعددية؟، وما يشجعنا على استدعاء السؤال ان النخب السياسية والإعلامية هى نفسها التى كانت تحتل المشهد أيام الرئيس «مبارك»، أغلب الشخصيات ترتدى ثوب الثوار والأبطال والحكماء والشرفاء، ويزينون ويبررون ويمدحون ويشوهون، الشخصيات والأدوار والمصطلحات والصياغات بالنص وبالحرف، وكأن شيئاً لم يكن.

 

[email protected]