رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تبدو السيدة نيكى هايلى، مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية فى الأمم المتحدة، وكأنها تريد أن تدخل تاريخ الدبلوماسية فى العالم، من الباب ذاته الذى دخل منه زميل لها من قبل اسمه جون بولتون.. وهو رجل كان صاحب قصة فى أيام بوش الابن!

والدخول من مثل هذا الباب يظل مصحوبًا فى العادة باللعنات!

كان بولتون دبلوماسيًا كريهًا، وكان بوش يريده مندوبًا له فى الأمم المتحدة فى نيويورك، ولم يكن الكونجرس الأمريكى موافقًا على رغبة الرئيس الذى استغل وجود الكونجرس فى اجازة، وأرسل بولتون مندوبًا لبلاده فى المنظمة الدولية!

ولم يكن المندوب الأمريكى الكريه يُخفى استخفافه بالأمم المتحدة، بل كان يعلنه ويقوله، وبلغ الاستخفاف بها من جانبه إلى حد أنه قال ذات يوم، إن إزالة عشرة أدوار من مبناها الذى يرتفع إلى ٣٨ طابقًا، لن يؤثر على وظيفتها التى تؤديها فى العالم فى شيء!

وكان ذلك فى حد ذاته دليلًا على أنه لم يكن يحمل أى مشاعر ايجابية تجاه المنظمة الدولية!

ولا تختلف عنه نيكى هايلى فى شىء!

ففى الحادى والعشرين من ديسمبر الماضى، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة على موعد مع التصويت بين دول العالم، على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس، واعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل!

وما كادت المندوبة الأمريكية تستشعر أن الغالبية من دول العالم، سوف تُصوّت ضد القرار، حتى خرجت بتصريح من أغرب ما يمكن أن يخرج عن مسئولة مثلها فى مكانها!

وكان تصريحها العجيب يقول إنها سوف تسجل أسماء الدول التى ستصوت ضد قرار القدس، لينظر الرئيس الأمريكى فى الطريقة التى يمكن بها أن يعاقب هذه الدول!

ويبدو أنها كانت تتصور أن عشر دول، أو عشرين، أو حتى ثلاثين، هى فقط التى ستقول لا للقرار، من بين ١٩٣ دولة تمثل اجمالى عدد الدول الأعضاء فى الجمعية العامة.. كانت فيما يبدو تتصور هذا، فإذا بها أمام ١٢٨ دولة تقول كلها، وبصوت واحد: لا لقرار ترامب!

ولم يكن للتصويت بهذا العدد من معنى، سوى أن الدول التى قالت لا، أرادت أن تقول للست هايلى إن الأمم المتحدة ليست مدرسة، ولا هى بالتالى ناظرة لهذه المدرسة!