رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

كتاب مايكل ولوف «النار والغضب» من داخل البيت الأبيض عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى صدر مؤخرًا فى بداية عام 2018 ويعد كتابا صادما للسياسيين وللحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه ترامب وأيضًا للعاملين بالإعلام، حيث يعرض الكتاب علاقة الرئيس الأمريكى بالإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى وكيف أنه قد أصبح مادة خصبة للسخرية سواء من حركاته أو كلامه أو ملابسه أو علاقاته الشخصية لا سيما أن ترامب يفضل «التويته» عن الخطب السياسية وهذه وسيلة تواصل سريعة وقصيرة ترسل رسائل محددة فى معظمها سخرية وحدة فى الألفاظ والمواقف وهذا الكتاب وإن كان يحتاج إلى تحليل وعرض ودراسة وتقييم إلا أنه يفتح الباب أمام كل المهتمين بالسياسة العالمية من حيث أهمية دراسة الرؤساء والمرشحين للرئاسة على مستوى دول العالم وحيث إن مصر قد بدأت السباق الرئاسى والترشح لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية فى ظروف أفضل وأكثر استقرارًا من ظروف 2014 والتى تلت الفترة العصيبة فى حياة مصر والمصريين بعد أن اعتلى المتطرفون الإسلاميون باسم جماعة الإخوان المسلمين كرسى الرئاسة والحكم ومازالوا حتى يومنا هذا يهددون استقرار وأمن المواطن والوطن، فإن مصر بعد عهد عبد الناصر والسادات ومبارك تبدأ مرحلة جديدة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى واستكمال خطوة فى طريق مصر الحديثة بعد أن عانت مصر من ويلات الإرهاب والتطرف والحكم الدينى الذى كاد يقضى على الهوية المصرية ويحول مصر إلى بؤرة صراع طائفى وعرقى ودينى ويفرط فى الأرض كما يفرط فى الهوية والوطنية وإذا كان السيسى سوف ينجح شعبيًا او سياسيًا لأنه له تاريخ أربع سنوات ومواقف بطولية وإنجازات على الارض و فى السياسة الدولية إلا أن السيسى والحياة السياسية والجهات الأمنية عليهم دور فى طرح اسماء للمنافسة حتى لا تكون المعركة الانتخابية هزيلة وضعيفة دون منافسة أمام العالم سواء العربى أو الإفريقى أو الأسيوى بمعنى أن فكرة وجود مرشح رئاسى لا تنتقص من قدر أو مكانة الرئيس السيسى وإنما تعزز من فرص انتخابه، حيث المقارنة سوف تكون فى الغالب لصالحه ولكن المنافسة تفتح المجال التنافسى السياسى وتؤكد أن الديمقراطية والانتخاب الحر هو إحدى ركائز الدولة المصرية وأن السيسى ليس رئيسًا عسكريًا جاء عن طريق انقلاب بل على العكس إنه رئيس مدنى يحترم الدستور ويؤمن بالتعددية الحزبية وأهميتها فى المرحلة القادمة وأعتقد أنه من الأفضل ألا تكون هناك استمارات للتأييد وما شابه، فالرئيس السيسى أنجز على الأرض ووعد بالعديد من الإنجازات و بالرغم من التحديات فإنه يمضى فى طريقه بثبات ووطنية وعزم وإن كان هناك تقصير من جانب بعض الجهات التنفيذية والوزارات إلا أن حالة الاستقرار الأمنى والأمان التى تنعم بها مصر فى عهد السيسى تستدعى بل تستوجب أن يكمل فترته الرئاسية الثانية، ولذا فإن عليه وعلى إدارته السياسية أن تفسح المجال للتنافس وللمرشحين الرئاسيين دون خوف ودون تربص وعلى الإعلام ألا يبالغ فى تجريح وإهانة ومهاجمة من يفكر فى الترشح ولكنه على أن تكون هناك معايير وضوابط مهنية واخلاقية وسياسية حتى لا يتحول الأمر إلى مسرحية هزلية وفقرة إعلامية ومجال للسخرية والتندر.. الحرية ليست مجرد نقد أو هجوم أو فوضى ولكن الحرية هى مسئولية وبناء وهدف وخطة استراتيجية للتنفيذ وللتقييم.. إذا كان ترامب قد استدعى الغضب والنيران فإن السيسى جاء بالأمن والخير للمصريين وللعرب.. نختلف ونعارض ولكن أصواتنا سوف تذهب حتمًا لمن أعاد لنا مصرنا.