عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم تكن برودة الجو والأمطار هى التى تعيق أمواج من المصريين للخروج ليلة رأس السنة للاحتفال بها، ولم يكن ارتفاع الأسعار أو قلة النقود فى جيوبهم هى السد الذى يمنع كل البشر من الخروج ليلة رأس السنة.

فرغم ما نمر به من ظروف مادية غاية فى الثقل والصعوبة، ورغم ما تحمله الأخبار بمزيد من الإصلاحات الاقتصادية أو الارتفاعات الجديدة فى الأسعار لكثير من السلع الحيوية، فوجئت ليلة رأس السنة بكثير من البشر فى الميادين العامة والحدائق وعلى كورنيش النيل، ضاربين عرض الحائط بكل الظروف والمعوقات التى تحيط بهم.

ورغم أننى شاهدت هذا ليس فى الأماكن مرتفعة السعر أو التى لا نستطيع أن ندفع ثمن الاحتفال بها بهذه الليلة، ولكنى شاهدته فى الشارع المصرى فى أماكن كثيرة بالقاهرة، وهكذا استطاع المصريون الاحتفال بتلك الليلة، ليتحول الشارع إلى بهجة عميقة وجميلة وكرنفال من الألوان والسعادة المفقودة.

والجميل أنه لم يكن يحمل وجوه الجميع نساءً وشباباً ورجالاً ألا أملاً بتغيرات يشاهدونها ومنتظرين أن يحصدوها خلال أيام عام 2018، والذى ينتظر منه الكثيرون، الكثير من التحقق.

عام جديد يأتى على الشعب المصرى بروح تبدو مختلفة، وهم يسيرون وسط مخاوف كثيرة واضطرابات تحيط بهم، ومع ذلك فالبهجة كسرت وحطمت كل ذلك، بهجة مشوبة بالحذر وهى مطلوبة، لكن فى نفس الوقت، يرسلون رسالة ليس للساسة والقادة أو للظروف فقط بل يرسلون رسالة للمستقبل بأنهم قادمون له ومعهم الكثير من البهجة وكثير من الأمل وكثير من الحب الكبير.

إن خروج المصريين بهذا العدد الذى لم أره منذ سنوات، خاصة وأن البرد كان شديداً ومناطق كثيرة هطلت فيها الأمطار، إلا أن هذا لم يعقهم عن الاحتفال وعن الخروج وعن التعبير عن بهجتهم.

وهذا العام 2018، يجب أن يحصد الإنسان المصرى البسيط شيئاً من تعبه المادى والنفسى خلال الثلاثة أعوام الماضية، ويجب أن يشعر ببعض الطمأنينة بعد أيام مريرة مرت عليه وعلى الأسرة المصرية غاية فى الصعوبة وغاية فى الثقل وفى انتظار الفرج. بعيداً عن سوط الأسعار والارتفاعات الجنونية التى نعيش فيها، وأن يصبح عام 2018 هو أحد أعوام الحصاد أو جنى ثمار ما نراه من مشروعات كلفتنا الكثير وأرهقت كاهل الدولة المصرية والأسرة المصرية أيضاً.

لا أعرف السر فى ذلك، ولا أعرف لماذا تداهمنى الآن حالة الأمل تلك، ولكنى وجدتها على وجوه جميع البشر وأصواتهم فى ليلة رأس السنة، وهو ما انتقل لى بأننى فى انتظار تلك البهجة وهذا الفرج خلال أيام قليلة من بداية عام 2018، وبذلك نشعر أننا فى دولة حقيقية وفى زمن حقيقى، وأن نودع تلك الليالى الجافة والأيام الصعبة التى مررنا بها جميعاً، وكل سنة وأنتم طيبون.