اسمحوا لي
إن مكافحة الإرهاب لا تكون بالوسائل الأمنية فقط بل هى آخر الحلول ولكن التعليم هو أول واهم الوسائل لمحاربة الارهاب.
ان الشاب الذى أمسك البندقية واستهدف اغتيال مصريين شركاء له فى الوطن لأنه يرفضهم ويرفض وجودهم على ارض مصر اصلا!! هل هو صنيعة الامام فى المسجد فقط؟ أم هو صنيعة الاخوان المسلمين؟ أم السلفين؟ أم داعش الممولة من امريكا وقطر فى وتركيا والسعودية واسرائيل؟
الحقيقة انه صناعة مصرية وضع بذرتها مصريون ورواها وعمل عليها حتى اتت ثمارها الفاسدة والمسمومة إنه نتيجة ما صنعناه بأنفسنا وبمجتمعنا طوال سنين طويلة، فهو صنيعة الخطاب الاستعلائى والذى يبثه علينا الازهر؟.. وصنيعة تحريم اعيادنا وافراحنا وطرق حياتنا حتى أصبح مجتمعًا متجهمًا تعيسًا وكئيبًا تم وصم كل طرق حياته التى كانت تميزه بالحرام والخروج على الدين، وصنيعة الظلم الذى يتعرض له المسيحيون المصريون من متعصبين وجهلة دون عقاب رادع.. وصنيعة الدولة التى تهادن كل الأفكار التى تهدم فكرة المواطنة ولا تتصدى لها بالشكل اللائق. وقبل كل هذا وذاك هو صنيعة مناهج التعليم التى تكرس الطائفية ولا تؤصل فى الطالب نفسية التسامح وصنيعة التكدس فى الفصول وعدم وجود حصص موسيقى او رسم او رياضة وعدم ممارسة اى نشاط مدرسى.
فهل هناك اهم من من قضية الارهاب الاسود حتى يعلن وزير التعليم حالة الطوارئ و يطلب وزير التربية والتعليم من العاملين معه تنقية المناهج من كل أنواع التميز فى مصر والتى ترفض الاخر او تتحدث عنه كنوع من المن؟ وان يقدم للأطفال منذ طفولتهم مناهج تشرح تاريخ مصر تعلمهم ان المسيحيين المصريين ليسوا وافدين على مصر ولا يربطهم بالغرب اى رباط وانهم مصريون ولهم كل حقوق المواطنة.
إن التعليم ليس امتحانات ودرجات ودروس خصوصية، إن التعليم فى جوهره من اجل ارتقاء الفرد وسموه وبالتالى ارتقاء المجتمع كله.
لقد كان التعليم فى السابق هو الوسيلة المثلى لدفع المجتمع الى الامام.. رقيه ورفعته.
يا وزير التربية والتعليم طوروا جوهر التعليم وكن شجاعًا وقم بإلغاء حصص الدين فى المرحلة الابتدائية على ان يحل محلها حصص الأخلاق التى تجمع الاطفال المسلمين والمسيحين سويا وعلموا اطفالنا فيها منذ طفولتهم المبكرة ان الدين هو أعلى مراتب الانسانية و ان الانسانية هى الحياة وان الله هو خالق كل الاديان وهو الذى كرم الانسان و ان الدين لك وحدك بينك وبين ربك وان الوطن لنا جميعًا.
فهل تستطيع؟!