عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

أخيرًا.. رحل عام 2017 بكل ما يحمله من مرارة وآلام وأوجاع، نُحمِّله مآسينا.. نُدينه ولا نُدين أنفسنا، ويقبل عام جديد على متن عجزنا، لا شيء فيه يُغري بالتفاؤل.. نستقبله متفرقين محبَطين، ونرجو فيه الأماني!

مضى عام طويل، مليء بالمتناقضات والهموم والسقوط.. استمر فيه الحزن والقلق والخوف والإحساس بالذنب والعجز واليأس.. عام ترسخت فيه النظرة التشاؤمية للمستقبل، والشعور بالانكسار، وانعدام الروح المعنوية، والانشغال بالأفكار السلبية في معظم أيامه!

العام المنصرم لم تُفلح معه طرد الكآبة بالتأملات أو الصمت.. الأوضاع ازدادت سوءًا، والتوتر والقلق أصبحا جزءًا من حركة الحياة التي نعيشها، بعد أن كانا جزءًا من «نشرة الأخبار»!

طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، لم تستطع المحفزات، أو صعود بورصة بيع الأوهام، أن توقف نزيف تدهور القيم والأوضاع، أو أن تُخفّف من مسببات التوتر والقلق والآلام!

ليست المشكلة أن الأوضاع من حولنا تتفاقم سوءًا، ولكن الكارثة الحقيقية لو أننا أنفسنا أصبحنا نزداد سوءًا، أو أن تصيبنا لعنة الواقع المرير، لنكون في سباق محموم معه، ونعتقد أننا نُحسن صنعًا!

العالم الذي نعيش فيه، انغلق على نفسه ولم يعد يستجيب لشيء، والحياة من حولنا مغلقة، انطفأت فيها الرؤى أو أي بارقة أمل، لتؤسس جيلًا تائهًا ضائعًا يسير على نهج اليأس ولا يستطيع أن يتخطى عتبات الخوف!

إننا بالفعل نعيش في مجتمع استقر على مظالمه، حتى أصبح شيئًا مألوفًا.. مجتمع بائس لا يملك أي حل لمآسيه سوى تكرار البؤس، ولم يعد هناك من خيارات متاحة، سوى الاستمرار في أن نعيش نمطًا حياتيًا مكررًا، مفروضًا علينا.. حتى الموت!

سنة فائتة، نحسبها ضائعة في مآلاتها.. تبخرت معها كل الأماني والأحلام، وضاعت فيها بوصلة القيم والمبادئ، وغُيِّبت أو ماتت فيها الضمائر.. رحلت بلا رجعة، غير مأسوف عليها.

رحل عام، بأيامه الحزينة، وكوارثه الدامية، وأحداثه المفجعة.. رحل ولم يتركنا إلا بعد أن تجرعنا مرارة «الغُلب» والقهر، والشعور بالخوف.. رحل غير مأسوف عليه، في ظل السقوط في مستنقع التردي والإسفاف والبهتان!

في العام الجديد 2018 تستمر الحياة وستمضي كما تفعل دائمًا.. ثنائيات متواصلة.. ولادة وموت، حرب وسلام، حب وكراهية، رخاء وفاقة، استقرار واضطراب.. وفوق كل ذلك يظل الأمل شمسًا لا تغيب، في أحلك الظروف وأشد الأزمات.. وهذه هي سنة الحياة.

... ويأتي العام الجديد حاملًا همومًا تنوء بحملها الجبال، بأمنيات لم تتحق وتساؤلات نتتظر إجاباتها.. يأتي ومخزون الصبر والتحمل قد نفد بالفعل، ولم تعد هناك أي إمكانية لمزيد من الانتظار أو التمني!

ولكن، مع كل تلك المعاناة، لا يوجد أمامنا إلا الرجاء في تلمس بصيص من الأمل في العام الجديد، الذي نتمناه مختلفًا في كل شيء، بأن يكون بداية انفراجة حقيقية لمرحلة جديدة من التفاؤل.. ومن يدري، فالأماني لا تزال ممكنة!!

[email protected]