رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

 

 

ثقيلة.. مترعة بالأحزان.. كنا نخلع فيها الابتسامة من بين الدموع.. نحمل أيامها الثقيلات على صدورنا وفى قلوبنا دعاء واحد «يا رب هونها علينا وعديها»، على المستوى الشخصى لم تسعدنى أيامها، وأخذت منى الكثير.. جهد الحرث فى الرمال والزرع فى الماء المالح، وأهدرت من ملح دمعى ومن نبض قلبى أعاصير من الأحزان والغضب والاندهاش من أقنعة بشر أسوأ من الذئاب.. ينهشون فى كل شىء حتى بدون جوع، وآخرون كالحرباء على كل لون يتقلبون.. ومن فرط ما صدمت قررت التوقف عن الاندهاش وأن أكتفى بالفرجة.. الفرجة على من يتصارعون ويتكالبون وينافقون ويزيفون الحقائق، وأن أؤدى أدوارى فى صمت.. صمت من يتقى الله ليجعل له مخرجا.

على المستوى المجتمعى.. كانت الأيام حبلى بالمآسى، ولم تلد لنا غالبا إلا إرهابا..دماءً.. مكائد ومؤامرات علينا من الداخل والخارج.. وهدامين للبناء ينتشرون فى كل مكان لينشروا بيننا الإحباط حتى نلعن أيامنا ونكفر بكل ما تراه أعيننا من جهود حقيقية ومشروعات قومية عملاقة لاستكمال بناء مصر، ونجح هؤلاء فى تلخيص همومنا فى أسعار السلع التى التهبت وأحرقت جيوبنا ومدخراتنا صغيرها وكبيرها، ونسينا أو تجاهلنا كل ما عدا ذلك، نسينا الصبر لنحصد، فالزارع مؤكد حاصد، ولكن عليه اولا العمل بجد والصبر ليحصد، وعليه ان يصبر أكثر إذا ما كانت أرضه تم تخريبها وتجريفها من بشائر الخير، واعتقدنا ان من بيدهم الأمر يملكون مصباح علاء الدين، ولم نفقه أن زمن الأساطير انتهى، وأن علينا ان نخرج العفريت من داخلنا.. من مصابيحنا لتعمل وتتحرك وتنجز لأجلنا.. ولأجل من حولنا.

إجمالا كانت سنة 2017 «دمها ثقيل» مرت علينا متباطئة مختالة بكل عطاياها السلبية غالبا، منتصرة علينا لأنها أخذت من أعمارنا، ولم تضف إلى مكاسبنا شيئا يذكر، باستثناء المتكسبين من الفهلوية اللاعبين بالبيضة والحجر من يعيشون فوق الأيام ولا يتوقفون أمام حكمة الأزمنة لأنهم نسوا الله فأنساهم انفسهم، وها هو العام يرحل عنا كئيبا غير مأسوف عليه، ومعه رحل بعض الأعزاء أو حتى الأعداء، وبقى مع الوافد الجديد من بقى معنا، أصحاب أو أعداء.. المهم أننا لا نزال.

ومع طلعة عام جديد أطالب نفسى أولا وأطالبكم جميعا بأن نتغير، نتغير إلى الأفضل، نبدأ تغييرنا بوقفه مع النفس، فنقيم ما اعتراها من اضطراب فنزيله، وما لحق بها من إثم وخطأ فنستغفر عنه ولا نعاوده، أفلا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والآخر وأن تصوب مسارها.

 على كل منا أن يجدد عهده مع ضميره.. مع الأخلاق الحميدة.. مع الله لأن يعمل ما عليه، ان يؤدى الواجب المطلوب منه.. كل فى مجاله بما يرضى الله، ألا يتكاسل.. ألا يعاند..ألا ينظر إلى ما فى يد غيره.. ألا يستسلم للإحباط والشائعات.. أن يعمل ما عليه لصالح المجتمع المحيط به وليس لصالح نفسه فقط، فالراعى يرعى رعيته، والعامل يؤدى عمله، والزارع يزرع والصانع يصنع، والموظف يخدم وظيفته ويؤدى تكليفاته فى كل ساعات عمله، أن يتذكر أى منا أنه راحل وأن عمله هو الباقى، علينا ان نتغير جميعا للأفضل، ان نحيى الاخلاق الكريمة ونحارب القبح بكل صوره، لتتغير مصرنا إلى الأفضل.. فى هذه الأيام الفاصلة.. ما أجمل أن نراجع أنفسنا.. أن نشد من عزمنا، ان نصنع عامًا جديدًا أجمل وأفضل.. أن نجدد العهد مع الله.. ويا رب عام كله خير عليكم.

 

[email protected]