رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تتعامل إسرائيل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية، والثقافة، والعلوم، الشهيرة بـ«اليونسكو»، في مقرها الدائم في العاصمة الفرنسية باريس، وكأنها سيارة من سيارات الميكروباص.. تشاور لها فتركب، ثم تشاور لها من جديد فتنزل!! 

وليس من الممكن أن تكون هذه هي الطريقة اللائقة، للتعامل مع منظمة هي الأهم بين المنظمات التابعة للأمم المتحدة بامتداد العالم! 

ففي أكتوبر الماضي دارت معركة كبيرة بين الدول على رئاسة الـ«يونسكو»، وكانت مصر قريبة من المنصب، لولا أنه فيما بدا لنا أكثر من مرة، يخضع لحسابات أخرى.. حسابات سياسية في الغالب مع الأسف، مع أن شاغله يهتم بقضايا ثقافية مجردة!! 

وفي عز المعركة الانتخابية أعلنت إسرائيل انسحابها من المنظمة، بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد سبقتها بنفس القرار، وكان السبب هو عدم رضاهما عن توجهات الـ«يونسكو»، التي كانت على مدى عام مضى قد أكدت في أكثر من مناسبة، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدد بقاء التراث الإنساني في القدس! 

ولم يعجب واشنطن، ولا تل أبيب، أن تقول المنظمة المسئولة عن تراث الإنسانية، إن القدس مدينة محتلة، وإن تراثها الباقي مهدد من دولة الاحتلال!.. وكأن خضوع المدينة للاحتلال، منذ عام ١٩٦٧، يحتاج إلى دليل، أو كأنه ليس حقيقة! 

ومع ذلك، فإن وقوف ١٢٨ دولة، من بين ١٩٣ دولة، في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، ضد قرار «ترامب» حول المدينة يظل أقوى دليل، لمن أراد الدليل! 

وحين انقضت الانتخابات، وفازت بموقع المدير في الـ«يونسكو»، السيدة «أزولاي».. الفرنسية اليهودية.. عادت إسرائيل لتعلن من جديد، أنها ستعود عن انسحابها، وستتعاون مع «أزولاي»!.. وكان غريباً ألا تعود واشنطن عن قرار انسحابها، الذي كان في الأصل، مجاملةً للإسرائيليين، بينما تعود عنه إسرائيل ، وكأنها لا يعنيها أن تنسحب الولايات المتحدة، أو لا تنسحب! 

وحين وقف هذا العدد من الدول، في تصويت الأمم المتحدة، ضد قرار «ترامب»، أحس رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الرئيس الأمريكي يقف في حالة غير مسبوقة من العزلة الدولية، فقال إنه كلف مندوب إسرائيل في الـ«يونسكو»، بالتقدم بطلب الانسحاب إلى مديرتها الجديدة، وأن عملية الانسحاب ستستغرق وقتاً، حسب قانون المنظمة الذي ينظم العملية، غير أنها في تقديره ستتم في آخر العام المقبل! 

ولكن هذا كله لن يغير من حقيقة ماثلة على الأرض تقول إن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وإن الـ«يونسكو» لن تكون رهينة لأمريكا ولا لإسرائيل!