رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

مساء الأربعاء الماضي، رأيت وجه مصر الانساني أكثر اشراقا وأعظم بريقاً.. كانت دعوة كريمة من مستشفي 57357 لحضور أمسية ثقافية ـ وهي شهريةـ وبهرني ما رأيت.. المستشفي نفسه، وهو ليس مجرد مستشفي.. بل هو صرح علمي طبي بحثي.. انساني في المقام الأول.. سمعت عنه  كثيراً.. ولكن ما رأيته يفوق الخيال.. ربما هو أكبر مشروع من نوعه في العالم كله.. ليس فقط من حيث تجهيزاته الطبية التي وصلت به الي نفس المؤشرات العالمية، في مواجهة مرض السرطان.. ولكن بما يقدمه ـ وبالمجان ـ لكل من يلجأ اليه.. حتي في أمريكا حيث التأمين الصحي المعلوم.. ولكن أن يكون كل ذلك بالمجان.. فهذا ما يجعل تلك المؤسسة المصرية تتصدر مثيلاتها في العالم كله..

هنا تذكرت معارك عظيمة خاضها شعب مصر، عندما كانت الدولة بسبب خضوعها للاحتلال البريطاني ـ وبسبب عجز الحكومة تحت ضغوط الاحتلال من توفير المدرسة والمستشفي للشعب.. هنا اندفع هذا الشعب العظيم يمد يده في معركتين كانتا من أفضل معارك هذا الشعب طوال القرن الماضي..

< اندفع="" المصريون="" ـ="" المتعلمون="" ـ="" في="" انشاء="" المدارس="" الأهلية="" لتتولي="" تعليم="" أولادنا="" وبرسوم="" زهيدة="" للغايةـ="" تغطي="" بالكاد="" بعض="" النفقات.="" وامتدت="" هذه="" المعركة="" الأهلية ="" الشعبية="" الي="" أعلي ="" السلم="" التعليمي،="" بإنشاء="" الجامعة="" الأهلية="" في="" بدايات="" القرن="" الماضي="" بأموال="" الناس="" والأمراء="" والأميرات.="" فكانت="" الجامعة="" المصرية..="" أم="">

تماماً كما اندفع الشعب ـ بأمواله وحده ـ وبعيداً عن أي دعم حكومي بسبب الاحتلال في انشاء العديد من المستشفيات الخيرية المجانية.. فوجدنا مستشفي الجمعية الخيرية الاسلامية في  القاهرة.. ووجدنا المستشفي القبطي فيها.. ولا ننسي مستشفي المواساة بالاسكندرية وهل ننسي هنا مستشفي سيد جلال في باب الشعرية.. ومستشفي الصدر بدمياط  الذي أقامه وسلمه جاهزا  للحكومة يوسف بك الطويل.

< وأتحدي="" أن="" مستشفي="" الجمعية="" الخيرية="" الاسلامية="" ـ="" بالعجوزةـ="" وقام="" بأموال="" المسلمين="" كان="" أن="" رفض="" يوما="" قبول="" ومعالجة="" شقيق="" مسيحي="" مصري="" لجأ="" اليه..="" تماما="" كما="" أتحدي ="" واحدا="" يقول="" إن="" المستشفي="" القبطي="" بشارع="" رمسيس="" قد="" رفض="" يوماً="" قبول="" وعلاج="" مواطن="" مسلم="" واحد..="" لجأ="" اليه..="" فالكل="" كانوا="" سواء:="" كل="" المصريين="" مسلمين="">

وقلت ذلك في تلك الندوة التي أدارها الصديق والعزيز محمد أمين رئيس مجلس الأمناء بالمصري اليوم، تحت اشراف الدكتور شريف أبو النجا مدير المستشفي وكذلك أحد أشبال عائلة الغزالي حرب.. وقلت أتحدي ان كان مستشفي 57357 قد فرق يوماً بين مريض مسلم ومريض مسيحي فالمستشفي أو هذا الصرح العلمي العظيم يضع أولاً ـ وأخيراً الجانب الانساني في كل تعاملاته.. ويكفي أن نجد أسماء المتبرعين مسيحيين ومسلمين تتجاور بل تتلاصق بجوار بعضهم في كل شبر رأيته في هذا الصرح الرائع..

< ولقد="" تجسدت="" كل="" هذه="" الأفكار="" في="" تلك="" الندوة="" التي="" جمعتنا="" في="" «دوار»="" المستشفي="" للفكر="" والعلوم="" والثقافة="" والفنون..="" وكانت="" هذا="" الشهر="" تحت="" عنوان="" «مولد="" الرحمة="" وميلاد="" المحبة»="" وذلك=""  بمؤسسة="" مستشفي="" سرطان="" الأطفال="" هذا،="" والمقصود="" مولد="" سيدنا="" محمد="" عليه="" أطيب="" صلاة..="" وميلاد="" المحبة="" لمولد="" نبي="" الله="" عيسي="" ابن="" مريم..="" وكانت="" هناك="" ـ="" معنا="" ـ="" كوكبة="" من="" علماء="" الأزهر="" وشيوخه..="" مع="" كوكبة="" من="" ممثلي="" الأشقاء="" المسيحيين="" بكل="" طوائفهم..="" ويا="" سلام="" علي="" كورال="" الأطفال="" وأغنياتهم="" التي="" تغنت="">

< وفي="" هذا="" الدوار.="" وتعمقوا="" في="" اسمه="" «رأيت="" توحد="" كل="" المصريين»..="" وتذكرت="" الذين="" يحاولون="" التفرقة="" بين="" أبناء="" الأمة="" الواحدة..="" واستعدت="" صور="" الوحدة="" بيننا..="" اذ="" ليس="" عندنا="" طعام="" مخصص="" للمسلمين..="" أو="" طعام="" مخصص="" للمسيحيين.="" فنحن="" «الكل="" في="">

شكراً مستشفي، أو مؤسسة 57357، فقد رأيت الجانب المصري الانساني في أروع صوره وسبقتني دموعي وانا أتابع قطرات هذا الدوار.. دوار الرحمة والمحبة.