رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

سعدت جداً بمبادرة المحامى الجليل فريد الديب للدفاع عن الطفلة الفلسطينية عهد التميمى، الديب تابع وقرأ وبادر واتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وطلب منه المساعدة فى الدخول إلى الأراضي المحتلة وتمكينه بشكل قانونى من الدفاع عن الطفلة، هذه المبادرة النبيلة هزتني بعنف، مازال في مصر رجال بحجم الوطن، يعملون ويقدمون دون أن ينظروا لعائد مادي أو أدبى، فى الأزمات يقفون بشموخ وعزة.

للأمانة ليس لى أية اتصالات مع الديب، ومعرفتي به تتوقف على متابعتي للقضايا التي يتصدى لها، ولبعض الحوارات الصحفية والتليفزيونية، وهو فى ظني شخصية موهوبة وشديدة الذكاء، يعرف كيف يضع يديه على مفاتيح القضايا.

أغلبنا يخلط بين رأيه السياسي وبين مفهومه للعدالة، ويخلط أيضا بين مفهوم العدالة كمصطلح قيمى وأخلاقي واجتماعي، وبين العدالة التي تترتب على تطبيق القوانين، عندما تصدى الديب للدفاع عن الرئيس مبارك وأولاده، شنت عليه حملات ووجهت له اتهامات لا تخرج جميعها عن الأجندات والقناعات السياسية، مثل الاتهامات التي وجهت لمبارك وأولاده، قد يكون مبارك فاسدا لكن ليس بين يدى من يتهمونه أدلة تثبت فساده، وقد يكون حبيب العدلي مجرماً لكن القضايا التي نظرت أمام المحاكم لم تتضمن أدلة تؤكد إجرامه.

قد يرى البعض أن الديب بادر للدفاع عن الطفلة الفلسطينية بحثاً عن شهرة، مثل بعض المحامين محدودي القيمة وعديمى الضمير الذين يغازلون الإعلام والنظام والرأي العام، الديب فى ظنى يذهب إلى الأراضي المحتلة ليقف أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية وهو يجلس على قمة المهنة، ليس فى مصر فقط بل على مستوى الوطن العربي.

مبادرة الديب التى ننظر لها بكل تقدير وفخر، هى اللحظة التى ننتظرها لكى نقوم بتدويل قضايا المحتل الإسرائيلي، نقف أمام القضاء والحكومة الإسرائيلية والعالم أجمع لكى ندافع عن أولادنا وأطفالنا وبناتنا بكل إعزاز وفخر، كما فعل المحامى الفرنسى جاك فيرجيس (1925ــ2013) فى الخمسينيات مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيريد، دفاع جاك عن جميلة لفت أنظار العالم أجمع إلى القضية الجزائرية، وإلى مساوئ الاحتلال ومسالبه.

فى ظنى أن فريد الديب لن يمثل شخصه ومكتبه فى قضية عهد التميمى، بل يمثل جموع المصريين الذين يدعمون القضية الفلسطينية، وحقوق أهلنا بالضفة والقطاع فى إقامة وطن له جغرافيته، وحدوده، وترابه، وطن يضم شتات الذكريات والحكايات والعادات عبر آلاف السنين، الديب هو موكلنا وصوتنا الداعم للحقوق الفلسطينية، تحية تقدير للمحامى الجليل.

 

[email protected]