رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

هل نجحت إسرائيل فى الترويج الدعائى لسياساتها الاستيطانية التى تهدف الى تهويد القدس بكاملها ؟ وكيف واجه العرب والمسلمون هذه السياسات؟

بداية لا بد أن نعترف ان العرب يتعاملون مع القدس من منظور قومى سياسى وانها جزء من القضية الفلسطينية لا أكثر وكأن المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يخص فقط الفلسطينيين، وفى المقابل منذ إنشاء الدولة العبرية قبل نحو سبعين عاما والإسرائيليون يتعاملون مع القدس من منظور عقائدى دينى، وتستند جميع الادعاءات والتبريرات المتعلقة بالقدس من وجهة نظر الاسرائيليين الى خلفية تاريخية وايديولوجية خاصة مع الأجيال الجديدة من اليهود التى لا تعرف غير اسرائيل.

مما تقدم جعل التفاوض - الأقرب للصراع - بشأن مستقبل القدس ينطلق من وجهتى نظر:

 وجهة نظر عربية تعتمد على مقدمات سياسية وقومية ترهن المسألة بالحل الشامل للقضية الفلسطينية.

 ووجهة نظر إسرائيلية تعتمد على مقدمات فكرية ودينية تمنح اليهود فرصة التمسك بما يسمونه الحقوق التاريخية لهم فى المدينة بكل ما فيها من مقدسات إسلامية.

وعليه حرمت القدس من ترويج عربى وإسلامى ضاغط لأكثر من مليار و700 مليون مسلم فى كل انحاء العالم وانتظر العالم الإسلامى ما ستسفر عنه الجهود السياسية لحل مسألة القدس فى حين نجح الإسرائيليون فى تقديم تخريج مختلف للمسألة جعل المتطرفين فكريا أمثال ترامب وغيره يدافعون عن وجهة النظر الإسرائيلية.

اتصور أنه آن الأوان لكى تتحرك المؤسسات الدينية الاسلامية تحديدا وعلى رأسها الازهر لتبنى قضية القدس من منظور غير سياسى، وان التحرك المطلوب خلال المرحلة القادمة لا يلقى بالمسئولية فقط على الشعب الفلسطينى الذى يناضل من اجل دولته المستقلة - كاملة الاستقلال - وعاصمتها القدس الشرقية انما يجب ان يبدأ برؤية اسلامية تعم العالم كله خاصة العالمين العربى والإسلامى.

إذن لا بد ان يتواكب مع إحياء ما يمكن تسميته «الزخم العربى» خطاب إعلامى يعكس قراءة واعية للتاريخ وفهما متعمقا للجغرافيا ومحللا جيدا للسياسة واعتبارات المصالح وطبيعة العلاقات الدولية فى القرن الحادى والعشرين، ويتم تكييف وجهة النظر العربية والإسلامية بشأن القدس على هذا الأساس.

إن القراءة غير المتأنية للتاريخ واختلال فهم معادلته مع حقائق الجغرافيا تحرم العرب والمسلمين فرصة بناء دفوع تفند وجهة النظر الاسرائيلية ولا تكسب قضية القدس بعدا عالميا!

إن الموقف العربى الموحد منذ أن كانت القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية يرى أن عاصمة الدولة الفلسطينية، يجب ان تكون القدس الشرقية (القديمة) التى يقع المسجد الاقصى داخل حدودها وجميع قرارات الامم المتحدة فى هذا الشأن تنصب على هذا المفهوم ولا ننساق وراء الزعم بضم القدس الشرقية الى القدس الغربية، لتصبح المدينة بكاملها العاصمة الموحدة لإسرائيل.

والأخطر تعبير أن «القدس عربية» الذى شاهدته فى بعض وسائل الاعلام، وكان يجب ان يكون أن «القدس عربية إسلامية» لأن كونها عربية فقط هو ما تريده إسرائيل ان نتمسك نحن بالطرح السياسى، وتتمسك هى بالطرح العقائدى والدينى للمسألة!