رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ليس من الشرف أو النخوة أو الوطنية أو الرجولة..أن يتمادى البعض في ممارسة الكذب والمغالطة والتدليس.. ومحاولة تشويه التحرك والجهد الذي تبذله مصر في مواجهة قرار ترامب الجائر بشأن القدس.. ذلك التحرك الذي تمثل في مشروع القرار الذي قدمته مصر إلى مجلس الأمن ووافق عليه بالأغلبية الساحقة.. وعرقله الفيتو الأمريكي.

 

< مازال="">

ومنهم للأسف الدكتور نور فرحات أستاذ فلسفة القانون وتاريخه.. يروجون للاتهام الوقح لمصر بتعمد صياغة مشروع القرار بشكل يمكن الولايات المتحدة من استخدام الفيتو.. وعدم تضمينه المطالبة بسحب القرار الأمريكي بالتحديد.. وأنه لو فعلت مصر ذلك لامتنع على أمريكا استخدام «حق النقض» باعتبارها طرفا مباشرا في «النزاع».

وللأسف فإن الدكتور فرحات وأمثاله ممن يروجون لهذه الأكذوبة ينطبق عليهم قـوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ).. وذلك لأنهم يعلمون جيدا أن ما يتحدثون عنه لا ينطبق مطلقا على حالة مشروع القرار المصري.

 

<>

لا يعلم أستاذ قانون مثل الدكتور فرحات أن ما قدمته مصر إلى مجلس الأمن لا يخص «نزاعا» بالمفهوم القانوني على أرض محتلة تنطبق عليها نصوص ميثاق الأمم المتحدة الخاصة بمنع من كان طرفا في هذا النزاع من التصويت؟!.. بمعنى أن مصر لم تقدم مشروعها لأن بينها وبين أمريكا نزاعا على أرض مصرية محتلة.. وكذلك لأن أمريكا لا تحتل بشكل مباشر أراض فلسطينة محل نزاع.. كما لا توجد لها قوات عسكرية تحارب بشكل مباشر إلى جانب القوات الإسرائيلية التي تحتل أرض فلسطين.

 

<>

لا يدرك «أستاذ فلسفة القانون» الفارق الواضح في المصطلحات القانونية بين ما هو «نزاع مباشر على أرض محتلة» بين دولتين أو أكثر.. وما هو موقف من طرف غير مباشر في مسألة تخص هذا النزاع مثل قرار أمريكا نقل سفارتها إلى القدس الفلسطينية التي يحتلها الإسرائيليون.. وليس الأمريكان؟!

ثم.. من الذي من حقه أن يحدد هنا ما إذا كان المعروض على مجلس الأمن هو «خلاف» أو «نزاع»؟.. ميثاق الأمم المتحدة يرد على هذا السؤال.. ولو نزع الدكتور فرحات عن قلبه ما به من «زيغ» وتخاريف.. ولو كلف نفسه عناء البحث في هذا الميثاق.. لوجد أن هناك مادة تمنح مجلس الأمن حق التحديد إذا كان المعروض على مجلس الأمن هو موقف أو نزاع.. وأمريكا عضو دائم بمجلس الأمن.. وهنا يكون من حقها أن تقرر أمام المجلس ما إذا كان المطروح أمراً لا يخص نزاعاً.. وبذلك يكون من حقها التصويت.. «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت»..!!

 

< في="">

إن كل هذه الأمور لا تفوت الدكتور فرحات.. كما أن ما يفعله هو وأمثاله لا ولن يقلل من شأن الموقف المصري وتأثيره على الإدارة الأمريكية.. إلى حد أن تصفه خلال اجتماع مجلس الأمن بأنه «إهانة لن تنساها».. ولدرجة أن تشن صحيفة أمريكية بحجم «النيويورك تايمز» هجوما حادا على مصر بسبب هذا الموقف وتصفها بأنها «حليف مزعج» وتحرض على منع المساعدات الاقتصادية والعسكرية عنها.. وهذا هو الثمن الذي قد تدفعه مصر بالفعل.