عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تتصارع أحزاب وتنظيمات دينية على امتلاك أكبر مساحات لأرضية فكرية فى أوساط المُجتمعات الاسلامية فى الدول الأوروبية ، فى مُقدمتها ثلاثة مؤسسات هى : حركة الاخوان المسلمين " ذات الهوية المصرية " التى لها حتى الآن عناصر قيادية نشطة من الصف الثانى ، تقوم بدور تأهيل قيادات من الشباب الجيلين الثانى والثالث لأبناء المهاجرين المُسلمين الذين قدموا لأوروبا منذ الستينات وأتخذوا من بلادها موطناً أساسياً لهم ، وتعتمد حركة الاخوان بالدرجة الأولى على المصريين . ويأتى فى الدرجة الثانية حزب العدالة والتنمية " التركى " الذى يستهدف الجاليات التركية فى أوروبا ، وخاصة فى المانيا ، التى يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين من ذوي الأصول التركية من أصل 15 مليون تركي مهاجر، ومن بين هؤلاء نحو 27% لهم وجود منذ ثلاثين عاما أو أكثر، إضافة إلى 5% يعيشون بألمانيا منذ حوالي عشرة إلى ثلاثين عاما ، وتؤكد المعلومات ان أكثر من 50% من هؤلاء من مؤيدى توجه الاسلام السياسى لحكومة تركيا فى الداخل والخارج . أما حزب النهضة التونسى فانه يتحرك داخل صفوف أبناء شمال أفريقيا فى أوروبا من أصول جزائرية وتونسية ومغربية ، وتقدر أعدادهم بحوالى 4 مليون فى الدول الأوروبية ، ويعود استهداف حزب النهضة لهؤلاء لوجود مقومات متشابهة فيما بينهم ، وذلك نظراً لأن كل من تونس والمغرب والجزائر دول جوار جغرافى . والأرضية الفكرية الاسلامية من حيث المبدأ ليست هى فى الأساس المشكلة ، حال تقديمها او التعاطى معها دون تطرف ، لكن الخطورة هى غرس الأصولية فى نفوس الشباب كخطوة نحو التشدد ، الذى يؤدى الى درجات عالية من التطرف الذى يصل لحد تبنى هؤلاء أساليب العُنف الذهنى ويكون من السهل تجنيد بعضهم لإرتكاب أعمال اجرامية ارهابية باسم الدين ، سواء داخل الدول الأوروبية أو فى البلاد العربية الاسلامية . يأتى ذلك فى ظل غياب أدوار فعالة لوجود مراكز ثقافية أو علمية أو دينية مُعتدلة تقوم بنشر الأفكار الدينية الوسطية الاسلامية ، وهو الأمر الذى أفسح المجال لتسويق التطرف بين أبناء المسلمين فى أوروبا ، التى تنتشر فى مساجدها مكتبات تضم كُتب ومؤلفات لـ ( أبو الأعلى المودودى – سيد قطب – حسن البنا – يوسف القرضاوى ) حتى ان بعض المكتبات فى السجون يوجد بها مثل هذه الكُتب والمؤلفات لهؤلاء . والى جانب أفكار التطرُف هناك تيارات الإسلام السياسي ، التى يصفها البعض بانها كارثة في أوروبا ، لأنها تصور نفسها على أنها مدافعة عن هوية الأمة الاسلامية ضد العولمة ، بينما هى فى حقيقة الأمر قد تجاوزت العلوم الانسانية والاجتماعية ، وأصبحت تلك التيارات مصدر قلق لأوروبا والدول الاسلامية فى ذات الوقت . [email protected]