رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد قرار «ترامب»، «الكارثة» اتخذت الهيئة الوطنية للإعلام إجراء «يحمد لها» فى شكل إطلاق مبادرة لبث إعلامى عربى موحد تشترك فيه كل الدول العربية لكن لفت نظرى عنوان المبادرة «وطن واحد.. قدس واحد» لماذا لم يدقق من اقترح عنوان المبادرة فيما يعنيه هذا العنوان؟ كيف تكون قدسا واحدة ومن ينادى بالقدس الموحدة هى إسرائيل؟!

إن الموقف العربى - بما فيه موقفنا نحن فى مصر - يرى أن عاصمة الدولة الفلسطينية يجب أن تكون القدس الشرقية «القديمة» التى يقع المسجد الأقصى داخل حدودها غير أن اسرائيل تطالب بضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية لتصبح المدينة بكاملها العاصمة الموحدة لإسرائيل وأرى الأخطر مما تقدم تعبير «وطن واحد»! لأنه إذا تم ربطه بتعبير «قدس واحد» فإن المعنى ينصب على جعل الفلسطينيين والاسرائيليين تجمعهم دولة واحدة بالطبع لن تكون فلسطين ولكن هذه الدولة هى إسرائيل هل إلى هذه الدرجة فقدنا قدرتنا على تحليل مخرجات بوصلة التفكير وربطنا معانى الكلام بتفسير خاطئ للتاريخ والجغرافيا والسياسة؟

لقد تحولنا دون أن ندرى إلى بوق لدعاية العدو ولهذا أطالب حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمراجعة عنوان هذه المبادرة وما خاب من استشار ومعه قامات كبيرة فى مجلس هيئته الموقرة!

أعود إلى قرار «ترامب» بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس على اعتبار إنها العاصمة الموحدة لإسرائيل أعتقد أن الموضوع ليس جديداً وكلنا يعلم أن إسرائيل والولايات المتحدة فى جانب واحد وأن «ترامب» وعد خلال حملته الانتخابية بتنفيذ هذا الإجراء فى حال نجاحة وكان متوقعا أن يتم ذلك لأن الرجل ينتمى لليمين الأمريكى المتطرف المتحيز للدولة العبرية والسؤال ماذا فعلنا نحن العرب للتعاطى مع هذا الإجراء آنذاك؟ لا شىء وعندما وقع ترامب القرار انفعل الجميع وصدرت بيانات الشجب والادانة واندلعت المظاهرات فى أماكن العديدة شرقا وغربا ثم ماذا بعد؟

يقول رأى إن «ترامب» لن ينفذ القرار أسوة بقراره إلغاء الاتفاق النووى مع إيران الذى منعته حسابات المصالح من تنفيذه ومن وجهة نظرى لا يجب انتظار الفعل الأمريكى لعل وعسى يتم تأجيل مماثل إلى أجل غير مسمى ويجب أن يكون الفعل العربى هو الأساس.

وأقول ورب ضارة نافعة جاءت فعلة «ترامب» لكى يستيقظ العرب من سباتهم وكفاهم سلبية وتشرذم لقد تجرأ «ترامب» على اتخاذ قراره الأحادى الجانب وهو يعلم أنه لن يجد تأييدا حتى من أقرب حلفائه لأنه أدرك أن العرب فى حالة من الضعف والهوان ولن يقووا على الفعل أكثر من الاعتراض الحنجورى ويكفيهم الأزمات التى تمزقهم ما بين سوريا وليبيا واليمن والإرهاب الذى يحاربهم ولا وقت لديهم لتكوين جبهة موحدة ترهب صانع السياسات الأمريكية الخرقاء.

نقول ورب ضارة نافعة أن جامعة الدول العربية تعود إليها الروح من جديد بعد القرار الأمريكى لكى يتأكد لها أن التضامن العربى قد غاب عن المشهد منذ أن تراجع الاهتمام بالقضية العربية المركزية وهى القضية الفلسطينية ومنذ أن نجحت إسرائيل فى إشعال الفتنة بين الفصائل الفلسطينية.

نقول ورب ضارة نافعة أن يستيقظ العقل الجمعى العربى من غفوته الذى تناسى أن إسرائيل هى العدو الأول للعرب وليست قطر أو تركيا أو إيران مهما تقاطعت السياسات وتناقضت المصالح!