كلمة عدل
نواصل الحديث اليوم، عن منطقة الساحل الشمالي والمنطقة الغربية لمصر التي تم إنشاء شبكة طرق عملاقة لها، في إطار النهضة الحديثة التي تقوم بها مصر حالياً.. قلنا أمس، إن شبكة الطرق الجديدة، سيقام حولها مشروعات زراعية مهمة، خاصة أن هذه الأرض كانت قديماً تتمتع بزراعات مهمة مثل القمح والزيتون، وكانت مطمعاً للمستعمرين الرومان بهدف استغلالها في الزراعة.
لذلك نقترح أن يتم زراعة هذه الأرض مثلاً بالتين والأعشاب الطبية وهي لا تحتاج إلي مياه كثيرة، ويتم التعامل معها بأساليب الري الحديثة التي توفر المياه، مثل الري بالرش والتنقيط وبالتالي نخلق مجتمعاً زراعياً جديداً يخف الضغط علي منطقة الوادي الضيق التي تكتظ بالسكان، وبذلك نضمن توفير فرص عمل كثيرة.. علاوة علي ذلك، لابد من إنشاء مصانع لتجفيف التين للاستهلاك المحلي أو التصدير إلي الخارج.
وكلنا يعلم أن المصريين يستوردون في شهر رمضان بالتحديد كميات كثيرة من التين المجفف، بأموال طائلة، وبذلك نضمن توفير العملات الأجنبية التي تحتاجها مصر بفارغ الصبر في ظل هذه المرحلة الفارقة في تاريخ البلاد.
أما الأعشاب الطبية فهذه المنطقة صالحة مائة في المائة لزراعتها، وهي لا تحتاج إلي مياه كثيرة، بل إن مياه الأمطار وحدها كفيلة لأن تقوم عليها هذه الزراعة في ظل وجود هذه الطرق العظيمة التي شقت هذه الصحراء إلي الساحل الشمالي حتي مدينة مطروح مروراً لإقامة المصانع الخاصة بالأدوية علي زراعة الأعشاب الطبية النادرة.. وكل ذلك يخلق فرص عمل واسعة.
عملية الانتقال من الوادي الضيق إلي هذه المنطقة بدأت فعلياً عندما قررت الدولة إنشاء شبكة الطرق العملاقة، لخلق مجتمعات جديدة زراعية وصناعية وأيضاً سياحية.. قد لا تستفيد أجيال العواجيز من هذه النهضة، لكن من المؤكد والحتمي أن كل الأجيال الشابة ومنا قبلهم من الصغار سينعمون بهذه النهضة التى تخطط لها مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونية ولذلك من المهم والواجب والضروري أن يتم الاسراع بالخطوات في سبيل تحقيق كل ذلك علي أرض الواقع.
مصر غنية بالكثير من الموارد التي تؤهلها لأن تكون دولة عظمي في المجال الزراعي والصناعي والمهم البدء فوراً في العمل، وهناك إرادة مصرية قوية لتحقيق هذه النهضة وتلك التنمية.
«وللحديث بقية»
سكرتير عام حزب الوفد