عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

على ما يبدو أن قرار الرئيس الأمريكى المنعدم قانونياً بنقل السفارة الأمريكية للقدس ليس كله شراً، لكن فيه إيجابيات، وعلى رأسها عودة القضية الفلسطينية إلى قائمة الأولويات للشعوب العربية والإسلامية، التى كادت تنسى أن هناك أرضاً محتلة، وأن هناك عدواً تاريخياً، وسيظل عدواً لنا، وهو الكيان الصهيونى، ومهما فعلت الولايات المتحدة لن تجعل الأجيال تنسى أن فلسطين هى قضية العرب والمسلمين الأولى.

والأمر الجيد الثانى هو هذا الإجماع الدولى على أن قرار «ترامب» مخالف للقوانين الدولية، التى تدعى الولايات المتحدة، أنها تحافظ عليها لكن الرئيس الأمريكى يبدو أنه ضد هذه القوانين وضد الأمم المتحدة وانسحابات الولايات المتحدة من اليونسكو، ثم منظمة الهجرة الدولية، تؤكد أن مع نهاية عهد «ترامب» سيتم نقل الأمم المتحدة إلى دولة أخرى، خاصة أن الإدارة الأمريكية ترفض تنفيذ أى التزام دولى عليها.

والشىء الجيد، أيضاً، أن الشعب العربى والإسلامى اكتشف الظواهر الصوتية التى تملأ الدنيا ضجيجاً، وتزايد على الجميع، ووقت الجد تتراجع وتختفى مثل الجرذان والنموذج الواضح هو الرئيس التركى رجب طيب أردوجان، الذى هدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيونى فى حاله اتخاذ «ترامب» القرار، ومرَّ أسبوع على صدور القرار، ولم نر أى تحرك من الرجل الذى أعلن أن القدس خط أحمر، ثم اكتفى بدعوة لقمة إسلامية لاجتماع طارئ، التى لن تفعل شيئاً وسيبقى القرار موجوداً، وستبقى العلاقات الممتازة بين الأتراك والصهاينة، ورغم إهانة «نتنياهو» لـ«أردوجان»، فإنَّ الرد التركى كان هزيلاً يؤكد أن الرئيس التركى مجرد ظاهرة صوتية، ولا يملك أى فعل على الأرض لإنقاذ فلسطين، فهو يكتفى بقصف شعبه من الأكراد.

ونفس الأمر ينطبق على إيران وحزب الله فإيران وحليفها لا يملكان إلا الكلام والمزايدة على باقى دول المواجهة، وهما أضعف من أى تحرك ضد الكيان الصهيونى، ولا تستطيع إيران، التى تدعى أن لديها صواريخ عابرة، أن تقصف طوبة على الكيان الصهيونى.

والظاهرة الصوتية التى كشفتها الأزمة هم أعضاء الحركة الإسلامية داخل الكيان الصهيونى، الذى لم تتحرك لهم ساكنة، وكل ما فعلوه هاجموا السعودية ودول الخليج إلا قطر، كما هاجموا مصر ونسوا العدو الحقيقى ولم يتحرك منهم أى مجموعة للتظاهر مثلما فعلوا يوم فض اعتصام رابعة الإرهابى، بل فضلوا الجلوس فى منازلهم يشاهدون القنوات التليفزيونية.

والشىء الإيجابى فى القرار أكد أن جماعات الإرهاب من «داعش» و«القاعدة» و«النصرة» و«الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» وغيرها مصنوعة فى مقر المخابرات الأمريكية ومهمتها ليست تحرير القدس كما يدعون لكن هى تعطيل التنمية فى البلدان العربية، خاصة دول المواجهة لأن الكيان الصهيونى والأمريكان يعلمان أنه فى حالة نمو واستقرار هذه الدول سيكون هم شعوبها هو تحرير الأقصى، لذا ذرعوا هذه المجموعات داخل هذه البلدان وعندما صدر قرار «ترامب» لم نسمع أى تعقيب من أمراء هذه الجماعات، ولم نر منهم أى تحرك على الأرض ضده واكتفوا كالعادة وقت الجد بارتداء النقاب!!