رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قريبا يتراجع ترامب عن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل كما تراجع عن نقل السفارة الأمريكية لها لأجل غير مسمى ،لكن من بين أهم ما كشفته تطورات تلك القضية موقف شيخ الأزهر الحاسم في قضية تهويد القدس ورفضه طلب لقاء نائب الرئيس الأمريكى ومن قبلها يحسب له مواقفه العظيمة تجاه أهالى شمال سيناء، وخاصة أحداث مسجد الروضة والتى أعادت الأزهر فى ثوب جديد، حيث أعلن فضيلته عن التوسع فى إنشاء مدارس أخرى بخلاف الموجودة لمراحل تعليمية أوسع نطاقا من إعدادى وثانوى، الأهم إعفاء أبناء بئر العبد من المصروفات الدراسية حتى يتموا الدراسة الجامعية، ومساعدة أمهات وآباء لشهداء مسجد الروضة فى الحج والعمرة العام المقبل على نفقه الأزهر.

صحيح أن الأزهر منارة العالم رغم أنف الحاقدين والذين يحاولون أحيانا أن ينالوا من عظمة مكانته لكنها، محاولات صبيانية لأولاد لم يبلغوا بعد الحلم. ويأتى الآن الأخطر والأهم فى قضية تهويد القدس وقرار ترامب بإعلان القدس عاصمة ورغم التأكيدات على أن هذه كلها قلاقل لن يتم منها شيء، وأن للبيت ربًا يحميه، إلا أن قرار شيخ الأزهر برفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكي يكشف عن نقلة في طبيعة مواقف هذه المؤسسة وإدراكها لخطورة القرار الأمريكي على صعيد مكان مثل القدس له ما له من مكانة في نفوس المسلمين .وفى تصريح خطير يسجله التاريخ يشهد عليه الزمان راح يؤكد أنه لا يمكن أن نجلس مع من يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق. فالقرار الأمريكى يعيد علينا وعد بلفور المشئوم والذى مر عليه قرابة مائه عام منذ نوفمبر 1917، ومن الواضح أنها أمور قد خطط لها بوقت محدد والأهداف مرسومة.

وإذا كان قرار ترامب قد أثار حالة من الاضطراب الشامل في المنطقة فقد جاء رد شيخ الأزهر بهذه القوة والسرعة مسجلا هدفًا قويًا فى مرمى أتباع الصهيونية، فعود حميد لدور الأزهر الشريف منارة الإسلام والمسلمين على مر العصور.

ورغم أن القضية عربية ولم تأخذ الصبغة الدينية حيث إن القدس تحوي من المقدسات إسلامية ومسيحية الكثير وتعتبر مزارًا لكل الديانات السماوية ، فإن ذلك يؤكد على ضرورة التحرك الشعبي والسياسي على كل المستويات من أجل تفويت الفرصة على واشنطن فرض أمر واقع تحقيقا لحلم إسرائيلي قديم بأن تكون المدينة المقدسة عاصمة لها.

وإزاء هذه الحقائق يخيل إلى المرء أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى محاولة فرض للفوضى وإعلان أي شيء وإصدار أي قرارات هوجاء وهو أمر مرفوض بكل المقاييس.

ويبدو أنها كانت فقاعة اختبار لمعرفة ردود الفعل العربية وأنها بروفة لإعادة المسرحية ولكن بتوقيت آخر ،بعد عامين ،كما ذكر المسئول الأمريكى،على لسان ترامب أنه تم إرجاء نقل السفارة الامريكية للقدس الآن ويتم تنفيذه لاحقا. لذلك فقد يتراجع ترامب عن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وليكون القرار بذلك بمثابة فقاعة لا غير بعد أن أرجأ بشكل واضح قرار نقل السفارة لحين إشعار آخر.

[email protected]