رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لا يمكننا النظر إلى البيان الختامى الذى أصدره وزراء الخارجية العرب.. فى ختام اجتماعهم الطارئ بالقاهرة.. باعتبار أنه جاء على مستوى الحدث الجلل فى القدس المحتلة.. أو باعتبار أنه يحقق طموحا أو يطفئ النيران المشتعلة فى صدور كل الشعوب العربية.. مسلمة ومسيحية.. بفعل هذا القرار الجائر العابث الذى أصدره الرئيس الأمريكى المعتوه ليفجر الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية فى المنطقة العربية بأسرها.. وليلغى بجرة قلم كل الجهود المضنية التى بُذلت من أجل محاولة إيجاد تسوية سلمية للصراع العربى الإسرائيلى.. وليستفيق العرب على أنهم كانوا يسيرون وراء وهم كبير بثقتهم فى الولايات المتحدة كراع نزيه أو محايد فى «عملية السلام المستحيل» بين العرب والإسرائيليين.

•• جاء «بيان العرب»

متضمنا 16 بندا.. كلها معبرة عن اتجاه لا نخطئ إذا وصفناه بأنه «مهادن» و«محبط للآمال».. يراهن على الرفض والاستنكار والتحذير والتلويح بالذهاب إلى مجلس الأمن حيث ينتظرهم الفيتو الأمريكى وإفساح الوقت لتراجع الإدارة الأمريكية الذى لن يحدث وهو اتجاه اختاره وزراء الخارجية رغم ما كان هناك فى اجتماعهم من أصوات بضرورة إعلان إجراءات عملية.. حاسمة وضاغطة.. مثل وقف صفقات التسليح مع الولايات المتحدة.. وقطع العلاقات مع أية دولة تنقل سفارتها للقدس المحتلة على غرار القرار الأمريكى.. ورفض استقبال أى مسئول أمريكى.. وإعلان تجميد مفاوضات السلام مع دولة الاحتلال.. وإبلاغ الإدارة الأمريكية بدراسة تجميد العلاقات الاقتصادية والتجارية معها.. يعقبها قطع العلاقات الدبلوماسية فى حال عدم تراجع الرئيس الأمريكى عن قراره.

وهذه كلها إجراءات نشك فى أن العرب جميعا يجرؤون على تنفيذ أحدها.

•• ما نستغربه

ونراه بعدا مفقودا فى بيان وزراء الخارجية العربية.. هو أن البيان صدر موجها كل خطابه إلى الخارج.. إلى واشنطن وغيرها من دول الغرب.. بينما أغفل ذكر كلمة واحدة ينبه بها العرب.. دولا وشعوبا.. إلى خطورة ماهم فيه من تشرذم وتمزُّق وانقسام.. ومؤامرات داخلية.. كانت هى السيف الذى ينحر به الأمريكان والصهاينة به الآن رقابهم.. وينتزع به قلبهم النابض القدس من بين صدورهم.. ولم يدعُ البيان الدول العربية إلى نبذ خلافتها وإعادة توحيد صفوفها وتنقية جسدها من سرطانات الخيانة والتآمر والإرهاب والطائفية والصراعات التى تفترسها.. وفضح وردع كل من يضر بهذا الجسد العربى الواحد من دويلات وأشخاص.. عملاء ومرتزقة ومتآمرين.

•• وأيضا

لم يكلف الوزراء العرب أنفسهم عناء دعوة الأشقاء الفلسطينيين لإنهاء انقساماتهم.. والإسراع باتمام المصالحة بين فصائلهم.. باعتبار أن المقاومة التى باتت هى الخيار الوحيد الآن تحتاج أولا إلى رأب الصدع.. ووحدة الصف الفلسطينى فى مواجهه الاستعمار والاحتلال.. وفى مواجهة محاولات «دفن» القضية والحقوق الفلسطينية العربية برمتها.. وإلى الأبد.