رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ماذا يريد طلبتنا من مدارسهم؟.. بماذا يحلم الآباء في نهاية رحلة أبنائهم مع التعليم إذا ما كُتب لقصة الرحلة أن تُكتب أو تتواصل؟!

كثيرون أولئك الذين يتمنون لأطفالهم تعليماً يقودُ إلى «شهادة» موقّرة مجتمعياً تتيح لهم الانخراط في سوق العمل والاندماج في مجتمعهم أيضاً.

لكن، هل تمنح المدرسة لأطفالنا «مهارات الحياة والوظيفة المحتملة»؟!

لقد تلقينا جانباً من الإجابة - بعلم الوصول - في العام 2007م، إذ إنه وبعد مشاركة طلبة مصر في دراسة الاتجاهات الدولية في العلوم والرياضيات TIMSS، حصلت مصر على ترتيب متأخر للغاية من بين الدول المشاركة وعددها 67 دولة ومدينة عالمية.

مصر لم تقرر حتى تاريخه المشاركة في التقييمات الدولية والتي كنا قد تطرقنا في مقال سابق تحت عنوان «مصر على الخريطة التعليمية» إلى أهميتها ضمن عمليات مقارنة الأداء ودراسة مدى فعالية الأنظمة التعليمية في الدول المشاركة.

مصر لم تشارك بعد العام 2007 في الدورة التالية من دراسة الاتجاهات الدولية في العلوم والرياضيات التي عُقدت في العام 2011م، كما أنها لم تشارك حتى تاريخه في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA) وهو برنامج دولي يقيس مهارات الطلبة في عمر 15 سنة، ومدى قدرة طلبتنا على استخدام ما تعلموه مع ختام المرحلة الثانوية في حياتهم العملية!.

مصر لم تشارك حتى تاريخه في البرنامج الدولي لمهارات القراءة (PIRLS)، في وقت حافظت فيه تونس - بعد الثورة - على مواصلة المشاركة في مختلف التقييمات الدولية.

نتساءل مجدداً: هل لدينا أدلة منهجية تحدّد مدى فعالية النظام في تزويد المدرسة لأطفالنا بـ «مهارات الحياة» مقارنة بدول العالم؟!.. هل رحلة التعليم بالنسبة إلينا – ولأطفالنا وللعائلات – باتت رحلة عذاب مضنيةً للبحث عن «شهادة» وكفى؟!.. هل لدينا ما يؤكد أن أجنحة التعليم في مصر تقدم المهارات الضرورية التي تعين صاحب الشهادة على الانخراط في مجتمعه وفي قطاعات العمل المختلفة داخل وخارج مصر؟!.

الفشل ليسب الإخفاق في «امتحان واحد» وكفي، وإنما في اعتياد الإخفاق دون تفكير جاد في تغيير الواقع، ومن هذا المنطلق فإن أسئلة كثيرة وقصصاً أكثر حول «نصف درجة» وقفت حائلاً أمام التخصص الجامعي الذي كان يتمناه طلبة ثانوي!.. كم طالباً فوجئ اليوم بأنه على مقاعد الدراسة الجامعية في تخصص لا يريده؟!.. كم طالباً جامعياً أكد لنفسه قبل أن يؤكد له الآخرون «المهم الشهادة»؟!.. كم خريجا اليوم يحمل الشهادة دون مهارات؟! هل نريد للتعليم أن يكون سلاحنا في رحلة نحو حياة أفضل، أم أننا ارتضينا بأن يكون مجرد رحلة مضنية في البحث عن شهادة وكفي؟!.

إن الإجابة عن تلك التساؤلات، تتطلب إعادة النظر في منظومة « الامتحان» والتقييم في مصر منذ مراحل التعليم الأولى، وأن تبادر الدولة بوقف العمل بأنظمة تقييم تبث اليأس والإحباط في نفوس قاعدة عريضة من المجتمع، فأطفالنا وشبابنا يستحقون منا رسالة واحدة فقط «الفشل لا يقود بالضرورة إلى فشل، وإنما قد يعني بداية النجاح». نبدأ من الأول.