رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

رغم أن مفهوم الاغتيال السياسى لدينا –نحن العرب– مختلف عن الغرب أو العالم الأول المتقدم، بسبب أننا ننظر إليه على أنه دماء وقتل وشنق وخلع وسحق.

لكن الاغتيال السياسى الحقيقى، هو أن تترك الكرسى الذى تجلس عليه وتقود منه، وليس الاغتيال السياسى مهمته الأساسية للرؤساء، بل لكل قائد أو مسئول.

لذا نادرًا أن يأتى إلينا اغتيال سياسى حقيقى، ويترك رئيس أو ملك أو مسئول الكرسى، ويهبط للشارع يمارس حياته كأى مواطن عادى، هذا لن نراه هنا فى البلاد العربية، وكأنه بعيد عن أفكارنا من الأساس، فيجب علينا أن نرى الحاكم وقد مات بعد أن بلغ من العمر أرذله، أو تم اغتياله بأى طريقة، فكتب التاريخ لدينا ممتلئة بأنواع كثيرة من الاغتيالات أو يتم خلعه، مثلما يفعل الكثير من الإخوة أو الأبناء فى الآباء.

وقد كنت أعتقد أننى سوف أشاهد هذا ذات يوم فى أحد البلاد العربية، أن يخرج الرئيس تاركًا مقعده، وأن نجده جالساً فى مقهى أو يحضر مؤتمراً أو يشارك فى هتاف جماهيرى للمنتخب، أو نراه يقف فى أحد الطوابير كى يشترى بعض أرغفة الخبز.

هنا سوف نشعر بأننا تقدمنا شيئاً، وبدأنا نفهم -ليست الشعوب- بل من يجلسون على الكرسى أيضاً.

وما حدث منذ أيام قليلة مع الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، وطريقة اغتياله الدامية مثلما حدث مع الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، يؤكد أننا لن نشاهد اغتيالاً سياسياً فى القريب العاجل، وأن فكرة ترك الكرسى ليست واردة فى عقل الشعوب لما هى ليست واردة فى عقل الحكام، فهل ذات يوم نجد صحفياً يقوم بتصوير رئيس سابق وهو يقوم بتنسيق الزهور فى حديقته الصغيرة أو يقوم برش المياه أمام منزله أو بيته، شاهدنا هذا هنا فى مصر أثناء فترة الرئيس «عدلى منصور» وقد حكم مصر فى فترة انتقالية لمدة عام، ثم ترك المقعد بسلاسة يحسد عليها، وشعرت حينها بأنه إنسان حقيقى، فلم يتشبث بالكرسى، بل إنه يريد مصلحة وطنه قبل مصلحته الشخصية وقبل مصلحة الجماهير.

ويعود ذلك للإيمان القوى بشخصيته وبموقفه، ثم يعود لثقافته، كما أننى لن أنسى هنا ما حدث مع الملك فاروق، أثناء ثورة يوليو، فكان يمكن له أن يحول الثورة إلى كارثة، أو يلجأ للحماية البريطانية، أو أى طريقة أخرى حتى يحافظ على الكرسى وعلى ميراث عائلته العلوية.

ستظل الشعوب العربية تحلم بهذا الحلم، وسيظل كثير من الحكام العرب يفكرون مثلما فكر أجدادهم الحكام، بأن الطريقة الوحيدة لتركه الكرسى هى أن نراه جثة دامية أو هاربًا ومطارداً.