رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

لا أصدق أحمد شفيق ولا أثق به منذ أحداث موقعة الجمل عام 2011. كان ميدان التحرير يشتعل بقنابل المولوتوف والشباب يتعرض للضرب والسحل من جانب بلطجية الحزب الوطنى.. كان شفيق ـ آنذاك ـ قد انتهى من اجتماع مجلس الوزراء وكلما سُئل من جانب الصحفيين عما يجرى فى الميدان يجيب مراوغًا: ماعرفش.. طب مين اللى يعرف يا سيادة الفريق.. كان الحل من وجهة نظر سيادته توزيع البنبون على الشباب مع البلوفر الأسود وقليل من النحنحة لزوم النيولوك. سيادة الفريق عندما ترشح للرئاسة أجرت معه صحيفة الاخبار حوارًا مطولا قال فيه نصًا: «أربأ بكثيرين ممن نعايشهم فى الإعلام ما يفعلونه وأنا لا أعيب عليهم التغير ولكن أعيب عليهم منهجهم فى ارتداء الأثواب المخالفة لهذه الصورة. أستطيع أن أقول لك إن بعض عتاة الإعلاميين الذين صمموا على تقطيع أمن الدولة وطالبوا بحرقه كانوا متعاونين وبالاسم مع جهاز أمن الدولة الذين طالبوا بحرقه واطلعت على القائمة بعينى ومازلت أستطيع أن أخرجها للرأى العام». وحتى الآن لم يشأ أن يفصح عن قائمة المرشدين من الإعلاميين حتى تظل ورقة يساومهم بها «ويكسر عينهم» وحتى الآن أيضا لم يجرؤ أحد من الإعلاميين على أن يعترض على اتهامات شفيق ويطالبه بالإعلان عن القائمة.

عندما ذكرت تلك الوقائع فى مقالى فوجئت بعدد من أعضاء حملته الانتخابية يشكوننى لدى الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد وسألنى كبيرهم أنت واخد موقف شخصى ليه من سيادة الفريق؟ وأجبته بأنه لا تربطنى به أية علاقة شخصية وإذا كان اسمى فى قائمة المرشدين يعلنه أو يوقف اللى بيدفعهولى والجريدة لا تمانع فى نشر أى رد أو تعليق حال تقديمه، ولم يحدث طبعا.

سيادة الفريق بعد الانتخابات الرئاسية هجر وطنه فى أطول رحلة عمرة فى التاريخ هربًا من الإخوان أو فرارًا من الملاحقة القضائية.. شفيق ترك الجمل بما حمل وظل يناضل عن بُعد كلما واتته الشجاعة فى الوقت الذى واجه فيه السيسى والشعب المخطط الإخوانى ـ الأمريكى لإسقاط مصر. وعلى مدى زمن صدعنا أعوانه من المتأمركين وحلفائه من الإخوان بأن سيادة الفريق والبطل المغوار والمخلص والمنقذ سوف يعود إلى مصر لانتشالها من محنتها وسوء الحال ويستبدل العيش المدعم بالجاتوه والبغاشة. لكنه تجاوز الخطوط الحمراء التى تمس المصالح العليا للوطن وأقول له كما قال مبارك عند ترحيله لليمان طرة «إحنا ما اتفقناش على كده». الذين يرفضون انتقاده على فعلته والتنسيق مع الاخوان باعتباره أحد قادة الجيش يتناسون أن الهروب وقت المحن والشدائد ليس من شيم الرجال وخيانة فى عرف المنتمين للمؤسسة العسكرية ولم يفعلها مبارك. كما أن الانتماء الى المؤسسة العسكرية لا يحصن فسادا ولا يحمى مخطئا.  مصر لا تملك ترف الاختلاف والجدل والبروباجندة والهري والنكت الذى اشتعل فى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى عقب ترحيل شفيق من الإمارات لا يعنى سوى أننا مازلنا نعيش مرحلة الطفولة السياسية ويتلاعب بعقول الجماهير إعلام غير مسئول وحفنة من المأجورين والمرشدين.

الحق أقول إن الخراب الذى لحق بدول المنطقة ومعاناتنا من الإرهاب لاستدراجنا إلى نفس الهاوية يجعلنا نحمد الله على نعمة السيسى والجيش والشرطة.

يا سيادة الفريق اعمل لآخرتك فإن المتبقى من العمر قليل وأنت كنت أمانة لدى الإمارات ومصر استردتها فى الوقت المناسب.