عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

ما بين الجامع العتيق جامع عمرو بن العاص والمعبد اليهودى والمتحف القبطى وبداخل أحضانها توجد كنائس عتيقة، على رأسها الكنيسة المعلقة بمصر القديمة. هذه الدور للعبادة هى معقل الأديان السماوية الثلاثة يضمها سور أثرى قديم ترك الزمن عليه بصماته، ليصبح مجمع الأديان شاهد ملك على أن مصر بلد مهد الحضارات والأديان وبلد سمح. تخيلوا وطناً بمثل هذه المواصفات تعيش على أرضه هذه الديانات السماوية، فكيف يكون حال أهله الذين يتميزون بالكرم والطيبة، أمام كل هذا يثار تساؤل كيف بقيت هذه الآثار حتى الآن رغم دخول الإسلام مصر على يد الصحابى الجليل عمرو بن العاص؟

هذا السؤال وإجابته يدحضان فكر المتطرفين والقتلة مرتكبى حوادث القتل والتفجير باسم الإسلام، والإسلام منهم براء.. نقول لهم إن رسول الإنسانية أوصى الصحابة بألا يعتدى أحد على ساجد أو مصل أو عابد فى معبده أو فى صومعته أو حتى أصحاب الديانات الوضعية.

هكذا هو الدين الاسلامى وهذه تعاليم رسولنا الكريم بصفة عامة، وبصفة خاصة فقد نفذها الصحابى عمرو بن العاص عندما أبقى على تلك الآثار وأقباط مصر وأمنهم من الرومانيين الذين اضطهدوهم.. وأذكر هنا أن مفتشة الآثار بالمجمع مروة صلاح الدينى قالت لى إن الأقباط هرعوا لعمرو بن العاص هرباً من ظلم الرومان، وأنه أبقى على الآثار وعلى القبط، وشيد أول جامع فى مصر بعد تحرير الأقباط وآمنهم من الخوف، فكيف لا يكون هذا المجمع شاهداً على سماحة الإسلام الذى يحترم الجميع، بل تجد هناك تشابهاً وتطابقاً لبعض النقوش والحشوات والزخارف فى أماكن العبادات الثلاثة الأثرية، ومنها الطبق النجمى فى الجامع وهو طبق مستدير فيه النجمة الترس والكندا واللوزتين وحشوات خشبية، وطعّمها الفنان القديم بالعاج والصدف وهذا مشترك ما بين الآثار الثلاثة.. فالصانع تفنن فى نقوش هذه الآثار دون النظر للديانات كذلك وضع المقرنصات فى قدس الأقداس للمعبد اليهودى ووجهات الجامع العتيق كذلك الأحجبة والزخارف النباتية والهندسية فى الجامع والكنائس السبع، وكذلك تطعيمات الأحجبة وجدت أيضًا برواق القبلة بالجامع والكنائس، إن الحديث عن تلك الآثار شيق ولا ينتهى لكن تلك الزاوية لا تتسع لأكثر من ذلك، وللحديث بقية وتحيا مصر مهد الأديان والحضارات.

[email protected] com