عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 الآن.. ماذا يقول الناقمون على الأزهر وموقفه من «الدواعش».. بعد هذه الرسالة القوية التى وجهها الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب من فوق منبر مسجد الروضة فى بئر العبد.. وأحل فيها سفك دماء قتلة مئات المصلين الأبرياء المسلمين داخل هذا المسجد، باعتبارهم خوارج وبغاة ومفسدين؟.. وهل مازال هناك لدى هؤلاء مجال للتساؤل: لماذا لا يكفِّر الأزهر «داعش»؟!

•• هل تعرف

ما الذى يعنيه وصول شيخ الأزهر إلى هذا المكان الذى شهد واحدة من أكبر المجازر الدموية التى ارتكبها هؤلاء الغلاة المارقون؟.. وهل تعرف مغزى توقيت هذه الزيارة التى جاء بعد أيام قليلة من المجزرة.. وتزامناً مع معارك ضارية وفاصلة تخوضها قوات إنفاذ القانون من الجيش والشرطة ضد هؤلاء المرتزقة فوق كل أراضى شمال سيناء؟!

•• الذين خاضوا التجربة

والذين ذاقوا أهوال السفر إلى مدن سيناء الملتهبة مثل كاتب هذه السطور فى ظروف الحرب الكاملة التى يعيشها سكان هذه المدن.. يعلمون مدى الخطر الذى تعرض له شيخ الأزهر فى رحلته إلى «الروضة».. وكذلك يعلمون مدى الجهد المبذول لتأمين مسار شخصية فى حجم ومكانة الدكتور أحمد الطيب داخل جبهة قتال مكشوفة.. كل شبر أرض فيها ربما يكون ملغمًا بـ«عبوة موت» أو بقاتل محترف يختبئ وسط الرمال كالجرذان موجهاً سلاحه نحو أى عابر للطريق.. أو جاهزًا لتفجير جسده أمام أى مركبة مارة.

•• شيخ الأزهر

ذهب إلى الروضة متحدياً ومتحملاً مشقة السفر وخطر التجربة.. ليعلنها من هناك.. من جوار الشهداء.. «إن القتلة الذين اجترؤوا على الله ورسول، وسفكوا هذه الدماء الطَاهرة فى بيت من بيوته خوارج وبغاة ومفسدون».. و«أن النبى أمر بقتلهم وتعقبهم، ووعد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة».

 هذه دعوة صريحة للقصاص من هؤلاء القتلة.. دون انتظار لأحكام أو فتاوى.. بل هو أمر من النبى بقتلهم.. أمر لم يصدر من النبى فى حق الكفار أنفسهم.. فالمسلمون غير مأمورين بقتال الكفار إلا درءاً لفتنة أو صداً لعدوان.. مصداقاً لقوله تعالى: «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا».. أما الخوارج فالمسلم مأمور بقتلهم أينما التقاهم.. مصداقا لحديث الرسول الكريم: «فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ».

•• لكن

ذلك محكوم أيضا بضوابط وشروط.. حتى لا يشيع القتل والاحتراب بين الناس.. وهو ما نبه له الإمام الأكبر فى كلمته داعياً «وُلاة الأمور أن يُسارعوا بتطبيق حُكْم الله تعالى بقتال هـؤلاء المحاربين لله ورسـوله والسَّاعين فى الأرضِ فسَـادًا».. فهذا القتال هو دور الدولة وجيشها الذى يجب أن يسانده الشعب كله.