رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تابع العالم المجزرة البشرية التي شهدها مسجد الروضة ببالغ الحزن والأسى لبشاعة الصورة وهول الفاجعة؛ فقد شُردت أسر بإكمالها نظرًا لوفاة عائلها ودٌمرت عائلات بالكامل لفقدان أب أو أخ أو ابن كانوا يُعتمد عليهم في قضاء حوائجهم والاعتماد عليهم في ظل الظروف الصعبة للحياة. وتعاطف العالم كله بغض النظر عن دينه أو لغته أو جنسه، فما حدث مخالف لكل الأديان السماوية ومعاكس للطبيعة الإنسانية السمحة المحبة للحياة. وفي ظل هذه الظروف المتباينة والأوضاع المتردية شاركت في حلقة نقاشية ثرية عن مستقبل الوطن العربي نظمها مركز الملك فيصل للدرات والبحوث الاسلامية بمكتبة الاسكندرية وقد أدلى المتحدثون فيها بآرائهم المختلفة عما يدور في أوطانهم من تدمير وخراب وهدم من خلال ثلاثة محاور رئيسة هى: المواطنة والثقافة والهوية، ومن خلال متابعتي رأيت أن أغلبية المشاركين لديهم رؤى مشتركة تتمثل في أن المجتمعات العربية تمر بتحولات هائلة.

 ومن ثم، تأتي أهمية توظيف العلم والفكر من أجل التقدم والنهوض، وضمان المزيد من الحريات للمواطنين، وتمكين المرأة والتأكيد على دورها، ودراسة مصادر وأبعاد الفكر المتطرف ،كما أن الوطن العربي يعاني من التقسيمات الطائفية التي مزقت الأمة، وهو أمر قائم على خلافات تاريخية وليست دينية، ومن هنا نوه الجميع على ضرورة بحث سبل نبذ هذا العنف والتطرف، والدعوة لتدعيم الدولة العصرية والوطنية التي تقوم على المواطنة وتسعى للديمقراطية. فلكل مجتمع خصوصيته النابعة من طبيعة أرضه التي تراكمت عليها ثقافته ووجوده وحضوره الديني والدنيوي، مؤكدين أن هذا الاعتراف هو الخطوة الأولى نحو تأسيس أرضية مشتركة، ورغبة عميقة مخلصة في الخروج الأمن من حاضر شديد البؤس، مستلهمين رغبة داخلية تقودنا إلى مستقبل مشرق نتمناه جميعاً لنا ولأجيالنا القادمة.

 وأكد المشاركون أنه لا يمكن أن نتحدث عن المستقبل دون أن نُقَيِّمَ الواقع، ثم نُقَوِّمَه، فنحن جميعًا متفقون على أن الموجات الإرهابية الحادثة الآن تكاد تعصف بالعالم كله، وليس هناك مجتمعٌ، عربي أو غير عربي، في مأمن منها، وكان من نتيجتها المباشرة أن "الدولة الوطنية" انتابها الضعف، كما أن استقواء المجموعات المسلحة غير الحكومية زاد الدول العربية وهناً على وهن، حيث تغلغلت في مفاصل المجتمع وهمَّشت الدولة، وأصبحت لها اليد الطولي في تسيير الأمور.

وبالرغم من أن الجلسات شهدت حالة من الشد والجذب بين الأطراف المشاركة نظرًا لطبيعة مشكلة كل دولة حسب موقها الجغرافي وثقافتهم ومواردها المتاحة ورغم الصعاب التي تعانيها مجتمعاتنا العربية من جهل وفقر وانتشار امراض وحروب إلا أن الجميع أصر على ضرورة ضخ روح العزيمة لدى الشعوب للنهوض بمجتمعاتهم وللارتقاء بمستوى معيشتهم لنبذ العنف والتطرف وخلق حياة انسانية كريمة وهنا اضم صوتي للكل وأؤكد أن مهما طال الظلام فسيأتي ضوء خافت في نهاية النفق المظلم ليمنح الخير والحب والسلام لمجتمعاتنا العربية الأصيلة .