آفة الصحافة
بعد ان طالت آيادى الارهابيين الأبرياء المدنيين العزل أثناء آداء فريضة صلاة الجمعة فى مسجد الروضة شرق مدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء ، تلك العملية الخسيسة التى راح ضحيتها 305 قتلى بينهم 27 طفلا واصابة 128 جريح . . ماذا نقول ؟ . . وبماذا نطالب الادارة السياسية ؟ . . هل بعد ما حدث على الحكومة المصرية ان تستمر فى عمل حسابات للوم الغرب ومنظمات حقوق الانسان المأجورة لها ؟ . . أعتقد ان الحل الآن هو ان تتوقف الحكومة عن عمليات المقاضاة الطويلة ، وتقوم دون اى تردد بعملية تصفيات سريعة للارهابيين ممن يثبت ارتكابهم لتلك الجرائم القذرة ، دون عمل أى حسابات لإنتقادات غربية أو دول أوروبية ، خاصة تلك التى تحضن ارهابيين ومتطرفين وتوفر لهم الحماية على أراضيها بزعم حماية حقوق الانسان .
لقد تعرضت منطقة الشرق الأوسط لأعلي مُعدلات هجمات إرهابية خلال العشرون سنة المُنصرمة ، وقد تنوعت العمليات الإرهابية على الأراضى المصرية ، حيث تمكنت العناصر المُتطرفة من الحصول على أدوات ومُعدات متطورة في تنفيذ تلك العمليات ، وظهرت تنظيمات إرهابية إقليمية مُسلحة ، بعضها افراز حضانات داخلية تحمل قياداتها أهدافاً سياسية أبعد ما تكون عن المُعتقدات الدينية ، وأخرى تم صناعتها من طرف جهات أجنبية وعربية أيضاً ، هذا هو الواقع المؤلم الذى لابد من وضع نهاية حاسمة له والتعامل معه بكل قوة .
ولا ننكر ان التعامل مع التنظيمات الإرهابية أصبح أكثر تعقيدًا من ذى قبل ، لوجود شبكة علاقات فيما بينها ، واستخدامها لتقنية عالية متطورة ، تلك التي تخطت حدود الدول ، ولم تقتصر أهداف العمليات الإرهابية علي استهداف قوات الأمن الشرطية والجيش ، بل شملت مدنيين وأعمال تدمير للمنشآت العامة والخاصة ، كما ان عمليات الاستقطاب الفكرى للشباب لا تقل خطورة عن أعمال العُنف المُباشرة .
وقد شهدت مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط حوالى 1170 عملية ارهابية تقدر أعداد ضحاياها بـ 2550 قتيل بين مدنيين وعسكريين ، بمتوسط 10 آلاف متضرر تقريباً ، لو اعتبرنا ان كل قتيل له 4 أقارب من الدرجة الأولى أم وأب وزوجة وابن ، ناهيك عن الكارثة النفسية التى تصيب المعارف والأصدقاء والمُجتمع المصرى بأثره .
ايضا على الحكومة المصرية ألا تخضع لعمليات الابتزاز الرخيصة من قبل المنظمات الارهابية ومن يمولها بالأموال ويدعمها بالأسلحة والمُعدات من الخارج ، وان لا تتردد فى تهجير المدنيين من سيناء الى مُجتمعات بديلة مؤقتة ، ويقوم الجيش المصرى بتدمير كافة المناطق التى يختبئ فيها الارهابيين بالطائرات ، وتكون عملية تطهير لأنها مسألة أمن قـومى واجتماعى وحق سيادى .