رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى طفولتنا ونحن فى مرحلة الدراسة الابتدائية، كنا نردد المقولة الشهيرة حجة البليد مسح التختة، حين يطلب المدرس، من التلميذ المهمل الذى لا يتذكر دروسه، الاتجاه إلى السبورة للإجابة عن سؤال من الأسئلة، ويظل يمسح السبورة لمدة طويلة لعله يهرب من الإجابة عن السؤال المطروح. ومن هنا، جاءت تلك المقولة المعروفة (حجة البليد مسح التختة).

بيد أن الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا وإنجلترا، يستخدمون نفس الحجة بنظرتهم إلى مصر على أنها لم تتعلم، أو أنها ليس لديها حقوق إنسان ولا ديمقراطية ولا حريات. لقد لاحظت، إنه كلما زار سيادة الرئيس إحدى الدول الكبرى، كانت أغلب الأسئلة الموجهة إليه فى المؤتمرات الصحفية، تتعلق إما بالتقصير فى حقوق الإنسان والديمقراطية، وإما حول معاملة المساجين سواء بتعذيبهم أم بإهدار حقوقهم المدنية، كما يوجهون أيضاً إلى مصر الاتهام، على أساس أن شعبنا لا يتمتع بحرية تشكيل الجمعيات الأهلية الخاصة بالدفاع عن حقوق الإنسان، والسعى لتطبيق الديمقراطية وحماية الحريات.

وبصرف النظر من أن كل هذه الادعاءات كاذبة، ومدفوعة الأجر من بعض الجهات المشبوهة، التى تستغل مندوبى الصحف وبعض رجال الإعلام. فإن الواقع يقول: إن كل دول العالم -دون استثناء- فى حالة ما إذا تعرض أمنها إلى التهديد أو شعبها إلى التنكيل والترويع، فإنها تلجأ للإجراءات الاستثنائية، لحماية شعبها وصون وطنها، بل إن هناك دولاً كبرى تدعى أنها تطبق الديمقراطية، وترعى حقوق الإنسان، وفى حقيقة الأمر لديها معتقلات يتم فيها التعذيب بأشكال بشعة ومهينة للإنسان وكرامته، فها هو معتقل جوانتانامو الذى يعج بالمعتقلين من كافة أنحاء الدنيا ويصير تعذيبهم هناك بأقصى صور التعذيب.

هناك أيضاً من الدول الكبرى حينما تعرض شعبها للقليل من الاعتداءات الإرهابية، سرعان ما طبقوا القوانين الاستثنائية، خاصة قانون الطوارئ الذى لا يرعى الديمقراطية ولا حقوق الإنسان، وهناك أيضاً رئيس دولة كبرى تدعى الديمقراطية والحرية المطلقة، قال جهاراً نهاراً -حينما تعرضت بلاده لأعمال إرهابية بسيطة- إنه إذا ما تعرض أمن بلدى للخطر، فلا أحد يحدثنى عن الديمقراطية ولا حقوق الإنسان، فمن حقى استخدام كافة القوانين الاستثنائية لحماية شعبى وبلدى.

فإذا كان الأمر كذلك، وكانت كل دول العالم، خاصة المشهور عنها الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، تقوم بأعمال تخالف كل هذه المبادئ. إذن، فلماذا كل هذا الهجوم على مصر تحديداً؟ هل هى حجة البليد؟ أنا أفهم أن تكون الدول الكبرى التى تطبق الديمقراطية والحرية منصفة فى قولها وفعلها، فهل من المعقول توجيه كل هذا الهجوم على دولة مثل مصر، يحدث فيها كل يوم وآخر عمل إرهابى يروح فيها العديد من الشهداء وكثير من الجرحى؟ إذا ما تعرضت أى دولة من الدول التى تهاجم مصر، ولو واحد فى المائة مما تتعرض له مصر، بالقطع ستتخذ من الإجراءات العنيفة، التى لا ترعى حقوق الإنسان ولا الحرية ولا الديمقراطية.

نحمد الله، فمصر لديها جيش جسور، ورجال شرطة أبطال لا يهابون الموت فى سبيل وطنهم وشعبهم. حمى الله مصر ووفق رئيسها فى كل خطوة يخطوها، سواء فى حربه ضد الإرهاب، أم فى بناء مصر المستقبل.

وتحيا مصر.