رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات:

كارثة الكوارث فى مصر.. غياب العمل الجماعي.. فنحن للأسف الشديد لا نجيد العمل الجماعي.. ونعتمد على المجهود والعمل الفردي.. نجد هذا الكلام فى السياسة.. وفى الاقتصاد وفى الطب والهندسة وكل المجالات تقريباً.

لدرجة أنه عندما حضر إلى مصر..  الطبيب النابغة مجدي يعقوب.. للعمل فى بلده وافتتاح مركز القلب العالمي فى اسوان.. كانت مشكلته الاولي.. صعوبة تكوين فريق عمل.. ينكر ذاته وينصهر فى بعضه.. ليخلق فى النهاية سيمفونية من العمل الإبداعى.

كما رأينا نموذجا فريدا لذلك.. فى الفريق البحثي التابع للعالم الدكتور احمد زويل.. فى الولايات المتحدة الأمريكية.. وقد كان هدفهم جائزة نوبل.. وقال بكل تواضع العلماء.. لولا فريقي البحثي هذا.. ما نجحت فى الحصول على نوبل! حتى الأدب الذي يعتمد اعتماداً رئيسياً على الخلق والإبداع الفردي.. أصبحت له الآن ورش عمل.. تكتب وتبدع فى تنسيق مشترك.. يخرج لنا أعمالاً إبداعية خلّاقة!!

طيب لنا الآن أن نسأل أنفسنا بكل صراحة ووضوح.. ما الذي يعيق العمل الجماعي فى مصر؟!

أولا لابد وأن نقول إن الأنانية.. تشكل العامل الاول فى هذا الأمر.. وقد قص عليّ أحد مشاهير رجال الإدارة فى مصر.. تجربته فى تكوين فريق عمل واحد.. ليقود به شركته للمنافسة.. والوصول لأعلى درجات المنافسة.. فقال إنه كلما قابل شخصاً على انفراد.. وطرح عليه الأسماء المقترحة لفريق العمل.. فوجئ به يذم فى باقي الفريق.. ويحذره من التعامل مع فلان او علان.. فاستشاط الرجل غضباً وقال لي إذا كيف استطيع أن اجمع كل هذه النفوس المتصارعة فى فريق عمل واحد؟!

وحتى فى الكورة نجد أن اللعب الجماعي.. هو اساس النجاح بدليل فريق مثل النادي الاسماعيلي.. تجد كل الفريق أبطالا.. دون ان تشير الى واحد بذاته وتقول هذا نجم الفريق!!

وأعتقد جازما أن سر نجاح القوات المسلحة المصرية.. يكمن فى العمل الجماعي المشترك.. ولعل الفريق الذي يقوده الرجل الاسطوري كامل الوزير.. خير مثال على هذا.. فكل فرد يعرف دوره تمام المعرفة.. ويدرك المهام الملقاة على عاتقه!!

حتى فى القصور الرئاسية في كل دول العالم.. يوجد ما يعرف باسم الفريق الرئاسي.. وهم مجموعة من المستشارين النابهين.. فى مختلف المجالات.. يقدمون نصائحهم وخبراتهم للرئيس من خلال.. تقارير مختصره تقدم له.. ليصدر على ضوئها قراراته وتعليماته.. حتى تكون صادقة وواعية وبناء على دراسات وافية.. بل ان بعض الدول تسعي لتكوين فريق عمل لكل وزارة من الوزراء السابقين اصحاب الخبرات.. ولعل المكانة التى يحتلها الداهية..  وثعلب الخارجية الامريكية هنري كيسنجر حتى الآن خير مثال على ذلك.. فلا يزال الرؤساء الامريكيين.. يطلبون خبرته وعلمه وثقافته حتى اليوم!

علينا فى مصر ان نشجع العمل الجماعي.. وننظم دورات تدريبية للعاملين.. نستقدم لها الخبراء من كل دول العالم.. لتعليم العاملين طرق العمل الجماعي.. وكيفية تكوين فريق عمل فى اى مجال.. وإنكار الذات والابتعاد عن الأنانية والانتهازية والعمل الفردي.