هموم مصرية
نحن أمة تعانى من مشكلة بطالة.. ولأننا «أمة شابة».. تتزايد البطالة بين الشباب.. ذكوراً وإناثاً.. لأن 69٪ من سكان مصر من الشباب.. ولذلك فإن المطلب الأول والأهم هو العمل على توفير فرص العمل لكل هؤلاء..
وأرى أن الرئيس السيسى يحاول ذلك، ومن كل الاتجاهات.. وما إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة إلا وسيلة لتوفير فرص عمل، ولو مؤقتة.. عامان، أو ثلاثة على الأكثر.. تماماً كما شاهدنا من الاندفاع لبناء القرى السياحية على امتداد الساحل الشمالى الغربى أو على امتداد ساحل البحر الأحمر.. وهذا المسلك ـ المؤقت ـ إلى حين استكمال المشروعات القومية الكبرى.. حتى ولو كانت شق طرق أو بناء مساكن وبنية أساسية تحتية..
ولكن كل ذلك لحين نجاحنا فى جلب استثمارات عربية وعالمية ودولية للعمل فى بلادنا وبالتالى توفير فرص عمل جديدة للشباب.. وهذه مشكلة ليست وقتية أو مؤقتة.. ولكنها مستمرة لأننا «نلد» كل عام مليونين ونصف المليون إنسان جديد.. وهؤلاء يحتاجون إلى الرعاية الصحية. وإلى الطعام. وإلى التعليم.. ثم إلى فرص العمل.. ومن المؤكد أن أهم أسباب الهجرة غير الشرعية هو نقص فرص العمل، فالذين يغامرون ويواجهون الموت ولو حتى بالموت يحلمون بفرصة عمل شريفة.. حتى ولو فى بلاد الواق واق.
< وأتذكر="" أن="" قال="" لى="" الدكتور="" عبدالمنعم="" القيسونى="" فى="" منتصف="" الستينيات="" إن="" تكلفة="" توفير="" فرصة="" عمل="" واحدة="" تصل="" إلى="" 14="" ألف="" جنيه..="" أى="" استثمار="" هذا="" المبلغ="" فى="" أى="" نشاط="" ليوفر="" هذه="" الفرصة..="" ولكن="" زادت="" أعباء="" وتكاليف="" فرصة="" العمل="" بارتفاع="" معدل="" التضخم="" والعجز="" المالى="" وانهيار="" قيمة="" العملة="" الوطنية="" مقابل="" الدولار..="" وتزايد="" حجم="" ما="" نستورده..="" دون="" زيادة="" تذكر،="" فى="" حجم="" ما="" نقوم="">
وخلال ندوة شباب العالم قالها الرئيس السيسى مباشرة ودون أى مواربة فى شرم الشيخ، قال إن تكاليف توفير فرصة العمل هذه تتراوح الآن ما بين 100 ألف جنيه.. ومليون جنيه بالتمام والكمال حسب نوع النشاط.. ولما كنا نحتاج لمليون فرصة عمل الآن.. فإنه طبقاً للتكاليف الحالية لفرص العمل فإن علينا أن نوفر.. ونستثمر 100 مليار جنيه فمن أين نأتى بهذا الرقم الذى يراه أكثرنا خيالياً..
< وهذا="" بالتأكيد="" أهم="" أسباب="" حديثنا="" المتواصل="" عن="" مخاطر="" زيادة="" السكان..="" وفرص="" العمل،="" هى="" إحدى="" نتائج="" هذه="" الزيادة،="" وتخيلوا="" مليونين="" ونصف="" المليون="" مصرى="" يولدون="" كل="" عام="" ينتظرون="" كل="" هذه="" الخدمات.="" من="" طعام="" وعلاج="" ومكان="" مقبول="" فى="" المدرسة="" والطرق="" والخدمات،="" ومياه="" الشرب="" والمجارى..="" والكهرباء..="" والكارثة="" أننا="" أصبحنا="" شعباً="" يستهلك="" أكثر="" مما="" ينتج،="" وفى="" كل="" المجالات="" بلا="" أى="">
والمشكلة أننا نهوى ـ أكثر من أى شعب آخر ـ تراب الميرى. أى الوظيفة الميرى وآخر الأرقام تتحدث أن لدينا خمسة ملايين و700 ألف موظف إدارى فى الدولة وكلهم ـ نعم كلهم ـ لا يقدمون الاقتصاد القومى، أى قيمة مضافة.. ورغم ذلك ما زال المصرى يحلم بالميرى وترابه.. لأن الوظيفة الحكومية تؤمن له كل شىء.. دون أن نلزمه بالعمل الحقيقى.. المنتج ولو فى مقاومة الزبالة!!
< ومشكلة="" المليون="" فرصة="" عمل="" مستمرة..="" ودائمة..="" لأننا="" نهوى="" «العيال»="" ونعشق="" الخلفة="" ولو="" باتوا="" بدون="" عشاء!!="" والمشكلة="" الأكبر="" هى="" فى="" قدرتنا="" على="" الصبر..="" والانتظار،="" لأن="" الرئيس="" السيسى،="" لا="" يملك="" عصا="" موسى="" ولا="" كنوز="" سليمان="" وحتى="" تأتى="" هذه="" الاستثمارات="" ونبدأ="" فى="" العمل..="" مطلوب="" أن="" نصبر="" عاماً="" أو="" عامين،="" على="" الأقل..="" لكى="" ننجح="" فى="" توفير="" فرص="" العمل="">
فهل يصبر الناس. هل يمكنهم الانتظار. وما مدى قوة تحملهم؟ تلك هى المعضلة..
< وهذا="" بالتأكيد="" هو="" ما="" يطلبه="" الرئيس:="" كثير="" من="" الصبر.="" كثير="" من="" التحمل..="" وسوف="" يتحقق="" المطلوب..="" بشرط="" أن="" نشد="" الحزام="" لنقلل="" من="" حجم="" ما="" نستورده="" لنوفر="" ثمن="" الواردات..="" لتوفير="" فرص="" العمل="">
الصبر. الصبر. التحمل. التحمل.. ونحن قادرون على ذلك.