رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

لم يكن كل شباب مصر ممثلًا فى منتدى شرم الشيخ، ولا شك أن كل شباب العالم لم يكن ايضًا ممثلًا فى المنتدى.. ولكن لا يعنى هذا أن المنتدى لم ينجح، بل نجح فى أن يأتى بنماذج مشرقة بالأمل من الشباب الناجحين والطموحين من مصر ومن كل أنحاء العالم.. كما أنه نجح فى شيء ربما أهم من كل ما ناقشه المنتدى.. وهو إمكانية أن نجعل من مصر قاعدة للأفكار الشابة والأحلام المتجددة والخيال الجامح فى المعرفة والعلوم والفنون.. خاصة وأن العالم يشهد تغيرًا كبيرًا جدًا في العلم والتعليم والتكنولوجيا!

إن أجمل ما لفت نظرى فى المنتدى، تلك الفرحة العارمة للشباب الضيوف وهم يرفعون هواتفهم وعلى شاشاتها أعلام بلادهم أمام كاميرات التليفزيون لتثبيت اللحظة التى توثق حضورهم المنتدى.. حيث لا يوجد شاب فى العالم، تقريبًا، لا يحلم بزيارة مصر.. فالغالبية، إن لم يكن كل، الشباب من كل دول العالم يحلمون بزيارة مصر، وهذه حقيقة لا تتميز بها كل الدول.. ربما الكثير من شبابنا يحلم بالسفر إلى دول أوروبا وأمريكا، والحال كذلك، بالنسبة لعدد من الدول الأخرى، ولكن ليس كل شباب العالم يحلم بالسفر إلى أوروبا وأمريكا مثلما يحلم بالسفر إلى مصر.. فإن زيارة هذا البلد الأقدم فى العالم ورؤية فنونها وعلومها رؤية العين وليس من خلال المحاضرات أو الكتب أو حتى المعارض المتنقلة هو حلم لا يفارق الملايين من البشر طوال حياتهم من كل دول العالم!

ولا شك أن الريادة التى حققها المصريون القدماء يمكن أن يحققها المصريون المعاصر ونتبنى قضايا الشباب وطموحاتهم وحتى جنونهم.. فى العلوم والفنون وكل المجالات، وذلك من خلال برنامج مصرى دولى تعليمى للحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية.. فهناك العشرات من المدارس والجامعات فى العالم تدّرس الحضارة المصرية القديمة، وتعلّم طلابها أشياء كثيرة عن التاريخ المصرى وفنونه وعلومه ولكن بشكل نظرى.. فلماذا لا يتم عقد اتفاقيات تعاون مع المؤسسات التعليمية والجامعات ومراكز البحوث العلمية فى الخارج لاستضافة هؤلاء الطلاب من خلال برامج تعليمية لتلقى محاضرات ومشاهدات عملية حول الحضارة المصرية، وفى المقابل يتم ابتعاث الشباب المصرى سواء من المرحلة الثانوية أو الجامعية وكذلك العليا، فى دورات دراسية لمدة عام أو عامين أو أكثر، فى تخصصات محددة فى المجالات التكنولوجية والمهنية والعلوم الحديثة..؟!

وأعتقد أنه من الضرورى الاستمرار فى عقد ورش عمل، وندوات ودورات للشباب من كل دول العالم، على مدار العام، كامتداد لمنتدى الشباب، فى كل المدن المصرية.. بحضور وتفاعل شباب جنوب الصعيد مع شباب شمال الدلتا.. فبالإضافة إلى أهمية ذلك فى إرساء فكرة أن مصر هى حاضنة شباب العالم بكل أفكارهم وأحلامهم فإن هذا الاحتكاك والتواصل بين الشباب المصرى وشباب العالم يعنى تبادل الثقافات والخبرات والمعارف، ويعنى بالنسبة لشبابنا، وهو المهم، إن لم يكن الأهم، أن يعلم أنه ينتمى إلى دولة عظيمة.. فللأسف الكثير من شبابنا لا يرى هذه الحقيقة التى يراها شباب العالم!

[email protected]