عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

لا نقل الوزارات وحده يكفى لإخلاء القاهرة، ولا نقل السفارات للعاصمة الإدارية وحده يكفى.. اللا مركزية هى الحل.. ولا بد أن نسير فى خطوط متوازية.. عاصمة جديدة وإطلاق سلطة المحافظين.. وحل مشكلات مواطنى المحافظات فى محافظاتهم.. واللواء أحمد زكى عابدين، رئيس العاصمة الجديدة، قال هذا المعنى بالضبط، ولا حياة لمن تنادى.. قال: لا حل لمشكلات فساد المحليات إلا بالقضاء على المركزية أولاً!

ولم يتوقف عابدين عند هذا الحد، وإنما طالب أيضاً بإلغاء قبضة الوزارات، واختيار المحافظين بالانتخاب من أبناء محافظاتهم وفق قواعد ومعايير معينة.. وهذه مرة أخرى نتحدث عن اللامركزية.. مرة أخرى نتحدث عن انتخاب المحافظين.. هذا الأمر قتلناه بحثاً، وقلنا إنه الحل.. ولكن لا أحد يريد اختيار المحافظين بالانتخاب.. مع أن الشعب سوف يختار ثلاثة، ومن حق الرئيس أن يعين من بينهم!

وهنا نعود من جديد إلى فكرة أن المحافظ الأفضل هو من يأتى بالانتخاب.. وهنا تحدث شراكة مجتمعية فى الحكم.. فأهل الإقليم أدرى بشئونه.. يعرفون مشاكله.. ومنصب العمدة فى الخارج يؤكد هذا المعنى.. العمدة المنتخب ولاؤه للشعب.. العمدة المعين ولاؤه لمن عينه.. وهذا رأى لرجل عمل فى منصب المحافظ.. ويعترف أخيراً أن المحافظات مكبلة.. وأن قبضة الوزارات على المحافظين تشل حركتهم فى العمل!

وربما كان عمل «عابدين» فى المحافظات، هو الذى جعله يطلب تفويضه من الرئيس، حين عرض عليه التعيين.. يقول المحافظ السابق، إنه عندما طالبه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتولى رئاسة جهاز العاصمة الإدارية، كان مطلبه الوحيد التمتع بكل السلطات، الأمر الذى وافق عليه الرئيس فوراً، وقال له لك كل الصلاحيات الإدارية والمالية.. ومعناه أن الصلاحيات كانت شرط قبول المنصب، ولولا هذا سيفشل!

وأود أن أوجه رسالة للرئيس بعد هذا الكلام الجميل، لماذا لا يفوض الرئيس المحافظين فى محافظاتهم، أليس هو من عينهم فى منصب المحافظ؟.. هل الرئيس يخشى من التفويض؟.. هل يعتبر العاصمة الجديدة لها مكانة خاصة؟.. لماذا لا تكون فرصة لتطبيق اللامركزية فى المحافظات؟.. لماذا يحتاج الناس للقدوم إلى القاهرة لإنجاز مصالحهم؟.. لماذا يتدخل الوزراء، أليس المحافظ رئيس جمهورية فى إقليمه؟!

وأريد أن أنقل تصريح اللواء عابدين حرفياً حين قال «لا يُعقل أن يدير وزير معين أمور ٢٧ محافظة، وتكون الصورة الظاهرة هى السيطرة على أمور المحافظة، ونزع السلطات من المحافظين، إنما يجب منح كل السلطات للمحافظ، وأولاها اختيار معاونيه، لكن ما يحدث الآن هو سيطرة السلطة المركزية على موارد وقرارات المحافظات، ويجب على أهالى المحافظات إخضاع أمورها للمحافظة، وتهميش دور الحكومة!

وأخيراً فإن كل ما قيل عن «اللامركزية» كوم، وما قاله عن «خلع الحكومة» كوم تانى.. فقد قال أمس الأول فى بنى سويف أثناء تكريمه «اخلعوا الحكومة من البلد، لأن ما نراه الآن هو أن سلطة رئيس مجلس الوزراء فى الدستور، أعلى من سلطات رئيس الجهمورية».. ولم يشرح كيف «نخلع» الحكومة!