رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ أيام استمعت إلى النجمة الإيرانية «كوكوش» التى كانت ملء السمع قبل قدوم الثورة الإسلامية إلى إيران، والتى أرى أنها بمثابة التعبير الصارخ عن حياة قبل وما بعد الخمينى. و«كوكوش» مثلت لعدة مرات فى أفلام إيرانية فى الستينات والسبعينات من القرن الماضى. إلى جانب شهرتها فى إيران كانت هذه الفنانة معروفة أيضاً فى بلدان الشرق الأوسط. وقفت على المسرح وهى لا تزال فى الثالثة من عمرها مع أبيها الذى كان يعمل أكروباتاً وممثلاً مسرحياً.

غنت بالإضافة للفارسية باللغات الإسبانية والإيطالية والفرنسية، ويبلغ عدد أغانيها التى غنتها بلغات أجنبية 55 أغنية وحصلت بعضها على مراتب متقدمة فى ترتيب الأغانى فى أمريكا الجنوبية. وتعتبر أغنية «من آمده ام» من ألبوم «طلاق» هى الأشهر من بين أغانيها وما زال معجبوها يستمعون إليها. لم تترك الفنانة إيران بعد الثورة الإيرانية بل بقيت ولكنها كانت ممنوعة من الغناء وتم منع أغانيها من البث. ثم غادرت إيران نهائياً فى عام 2000.

تعيش «كوكوش» اليوم فى كاليفورنيا، حيث ما زالت تواصل مسيرتها الفنية؛ هذا دفعنى إلى الاقتراب إلى العالم السياسى فى إيران؛ وبالطبع لا يستطيع أحد إنكار أن الثورة الإيرانية (1977-1979) بمثابة التجسيد التاريخى للأيديولوجيات الثلاث الفكر الاشتراكى على يد حزب «توده» والفكر المناهض للاستعمار على يد محمد مصدق مؤمم شركات النفط البريطانية فى إيران؛ والحركة الإسلامية بقيادة الإمام الخمينى.

هذه الأيديولوجيات الثلاث كانت السمة الجيوسياسية الغالبة فى المنطقة بأثرها من شبه القارة الهندية مروراً بإيران ووسط آسيا، وصولاً إلى العالم العربى وشرق أفريقيا. وكانت هذه الأيديولوجيات المتنافسة والمتواجدة فى آن واحد والمتناوبة بمثابة النتيجة الفرعية لنحو مائتى سنة من المواجهة والخلاف مع الإمبريالية الأوروبية. ولكن للأسف أن فكر الحركة الإسلامية هو الذى كانت له الغلبة؛ وبعد هزيمتهم أمام الحركة الإسلامية، عاش كل من القوميين والاشتراكيين فى المجتمع الإيرانى معاً تحت راية «العلمانية» التى ليس لديها أى جذور تاريخية فى الحياة السياسية الإيرانية.

وللأسف أن حركة الإمام الخمينى ضد الحكم البهلوى منذ عام 1963 كانت ضد الثقافة العالمية التى كانت سائدة فى تلك الحقبة كونها «علمانية» و«غربية»، وهى بالتالى معادية للفكر الإسلامى. وخاصة مع ظهور منظمة «مجاهدى خلق»، والعصابات الريفية والحضرية، ثم قيام ثورة الإمام الخمينى. وجاءت فترة الثمانينات التى اتسمت بتطورين متناقضين، حيث تولى الإسلاميون الحكم فى إيران وهاجر المفكرون الإيرانيون حول العالم ليقدموا أعمالهم ومنهم «كوكوش». ومع القبضة الحديدية الإيرانية فقد المجتمع الإيرانى مبدعيه أمثال «كوكوش»؛ وفقد أيضاً اختلافاته الأيديولوجية.