رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

اللغط الذي أثارته المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في المؤتمر الصحفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر، هو نفس ما كان يدور في أذهان كل مراسلي وكالات الأنباء في المؤتمر، بل وفي أوروبا عموما.. وهو أيضا ما يدور داخل مصر، وخصوصا من جانب عدد كبير من الشباب والسياسيين والمثقفين المؤيدين لثورة 30 يونيو!!

وهو موقف فيه الكثير من اللخبطة والارتباك والتناقض.. فكيف تكون ضدي ومعي في نفس الوقت؟!.. فكل أوروبا، والغرب عموما، بل العالم، مع الشعب المصري والدولة المصرية والرئيس السيسي، فيما تم اتخاذه من إجراءات منذ 3 يوليو 2013 وحتى الآن.. وذلك على ثلاثة مستويات.. أولا التأييد والإعجاب بثورة 30 يونية الشعبية، ومن قبلها 25 يناير، وثانيا التضامن في مواجهة الإرهاب، وثالثا الرغبة الحقيقية في المشاركة في النهوض الاقتصادى لمصر.. وهو نفس موقف القوى السياسية والشباب وكل مواطن مصري.. فلا يوجد فرد واحد في العالم او داخل مصر لا يؤيد ثورة الشعب في 30 يونية، أو ضد مواجهة الإرهاب، أو ليس مع مواجهة الأزمة الاقتصادية.. إلا من ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، وكل الإرهابيين في التنظيمات الإسلامية المتطرفة الأخرى، وكل «الإسلامجية» الذين تمتلئ رؤوسهم بأوهام الخلافة الإسلامية والحكم الإسلامي من أول السلفيين حتى داعش.. وهؤلاء ليسوا أعداء مصر فقط بل أعداء العالم كله.. والعالم كله ضدهم إلا الدول التي صنعتهم وتمولهم!!

فمن أين تأتي المواقف المرتبكة بين التأييد والرفض للدولة المصرية ؟!.. وما الذي يجعل المستشارة الألمانية، وقبلها رئيس البرلمان الألماني، من إثارة الغبار حول محاكمات جماعة الاخوان، وقضايا حقوق الإنسان في مصر، رغم انهما مع 30 يونيو، ومعنا في مواجهة الإرهاب، وفي التصدي للأزمة الاقتصادية ؟!.. أعتقد أن المشكلة تكمن داخل كل مسؤول في مصر، وخصوصا داخل دوائر السلطة الحاكمة.. بسبب غياب الرؤية السياسية والاقتصادية، وكيفية التعامل مع مشكلات مصر المزمنة في التعليم والعلاج والزراعة والصناعة، وحتى طريقة التواصل مع الشباب صاحب أعظم ثورة عرفتها مصر والعالم، وأيضا في تحديد الأعداء الحقيقيين.. وعموما فيما يجب ان تكون عليه مصر في المرحلة الحالية.. وفى المستقبل!

وإن استصغار مصر، وهي أول دولة عرفتها البشرية، ويسكنها أكثر من 90 مليون إنسان، ويقدرها العالم كله، ويعترف بأهميتها الإقليمية، ويعرف دورها التاريخي والسياسي والثقافي في المنطقة العربية وافريقيا والعالم.. ورغم ذلك لا يراها أحد، ولا يحكم عليها، الا من خلال جماعة الاخوان الإرهابية !! فهذا استصغار متعمد للدولة المصرية، ومشكلة كبيرة جدا يشارك في وجودها المستفيدين من 30 يونية، وليس المؤيدين، سواء من المسؤولين داخل مؤسسة الرئاسة أو داخل الحكومة، واقصد الكثير من قيادات وزارة الداخلية، ومن بعض الوزارات، وأيضا داخل القوى السياسية من أحزاب وتجمعات، وغيرها من منظمات المجتمع المدني وكذلك الإعلام، وتحديدا إعلام رجال الأعمال، وإعلام فلول الحزب الوطني.. والسبب طريقة تفكيرهم التقليدية، وسلوكياتهم الوصولية، ومواقفهم الانتهازية، والفساد السياسي، والمالي والإداري للكثير من الجميع بلا استثناء !!

وهي مشكلة ليست خاصة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكنه يدفع ثمنها لوحده، أمام العالم، وأمام كل مؤيدي ثورة 30 يونيو داخل مصر وخارجها.. ورغم ذلك فانه يتحمل المسئولية عن هذا الارتباك، وعن هذا «الاستصغار» للدولة المصرية بمواقفه، وموافقته على وجود الرافضين لثورة يناير، والمستفيدين من ثورة 30 يونيو، ويسمح لهم، ويعطيهم الفرصة في أن يتصدروا المشهد السياسي المصري أمام العالم، وأمام كل مواطن يؤيد 25 يناير و30 يونية.. ولن أتحدث عن حكاية الوفد الشعبي، الذي سافر الى ألمانيا، ولا أحد يعرف لماذا؟! ولا أحد يعرف من يمثلون.. الرئيس.. أم الدولة.. أم الشعب.. أم أنفسهم ومصالحهم ؟!.. ولكن أتحدث عن مطالب الرئيس المتكررة حول تجديد الخطاب الديني من الأزهر، وكل مؤسسات الدولة المعنية.. ولم يلتفت إليها أحد، أو وعوده لدراسة أوضاع شباب الثورة المسجون في قضايا التعبير عن الرأي، ومنهم بنات وأولاد تفخر أي دولة بهم.. ولم تنفذ، أو تأكيده على عدم اقصاء كل صاحب رأى مختلف.. ولكنه يحدث. وهذا، على ما أعتقد، من أسباب الكثير من اللخبطة والارتباك والتناقض.. في المواقف المتأرجحة بين ضد أو مع لدولة المصرية والشعب المصري والثورة المصرية.. في الداخل والخارج!

من الشارع:

ألم يكن من الأفضل، كما هو متعارف عليه في العالم، ودرءا للشبهات، أن يرافق الصحفيين والإعلاميين الرئيس على طائرة الرئاسة، وأن تتكفل مؤسساتهم بالإقامة حتى لا تتحمل الدولة أعباء مالية، وأن تكون هناك طائرة أخرى تضم وفدا شعبيا من أبناء وآباء وأمهات وأهالي الشهداء الذين سقطوا ضحايا الإرهاب من الجيش والشرطة وكل المصريين.. لتمثيل الشعب المصري بملابس الحداد السوداء، ليس لمساندة الرئيس، ولا للرد الطفولي الساذج على مظاهرة الإخوان.. ولكن لإعلان الموقف الصارم من الإرهاب، ومن كل من يدعمه ويسانده سواء داخل مصر أو خارجها.. ألم يكن من الأفضل؟!

[email protected]