إشراقات
مترو الأنفاق نعمة كبيرة.. من نعم الله على المصريين.. ومنذ أن تم افتتاحه قبل 37 عاماً مضت.. بتعاون بين الحكومة المصرية وفرنسا.. وهو يحمل ما لا يقل عن 4 ملايين راكب يوميا!
وأحياناً كثيرة أسأل نفسى.. ترى كيف كان سيكون شكل الحياة فى القاهرة دون هذا الساحر العجيب مترو الأنفاق؟!
بالتأكيد كانت حياتنا ستتحول لجحيم مقيم.. فكلنا نتذكر شكل الأتوبيسات فى القاهرة الكبرى.. قبل وصول المترو إليها.. وكلنا نتذكر أن ركوب الأتوبيس وقتها كان مغامرة كبرى.. كان يمكن أن تؤدى بصاحبها الى القبر.. إذا ما شاء حظه العاثر الشعبطة على أبوابه.. خاصة أنه كان هناك سباق وماراثون لمجرد الفوز بموطئ قدم.. على سلالم وأبواب الأتوبيس. أ ما داخله فحدث ولا حرج.. خاصة فى شهور الصيف والحر القاتل.. لقد كنا باختصار نقف متلاصقين.. بأنفاس متقطعة.. وكأننا فى الطريق إلى الجحيم!
رحلة غير آدمية.. ووسيلة مواصلات غير إنسانية.. كان المواطن المصرى يمر بها -على الأقل - مرتين يومياً.. فى رحلتى الذهاب والعودة من وإلى عمله!!
إذا للمترو فوائد وأيادٍ بيضاء على مصر وشعبها.. ومن هنا احتل المترو مكانة كبيرة.. فى نفوس وقلوب كل المصريين.. كأفضل وسيلة مواصلات بعد الطائرات!!
والآن قد يسألنى سائل: ما الداعى لكل هذا الكلام الجميل عن المترو.. بعد مرور 37 عاماً على بدء تشغيله فى مصر؟!
فأقول لكم: إن السبب هو ما أعلنه وزير النقل والمواصلات مؤخراً.. عن نية الحكومة لزيادة أسعار التذاكر الى أربعة جنيهات كاملة.. خلال عام 2018 بحجة زيادة تكاليف التشغيل والصيانة!!
وهى ذات الحجة التى لجأت لها الحكومة.. عندما رفعت العام الحالى.. سعر التذكرة من جنيه واحد.. إلى جنيهين.. يعنى رفعت السعر 100%، ورغم معاناة المواطنين من هذه الزيادة.. إلا أنهم تحملوا حباً فى المترو.. ومن أجل عيونه كأفضل وسيلة مواصلات!!
لكن من الواضح أن الحكومة.. استمرأت اللعبة.. وها هى تسعى بالتنكيد عليه مرة أخرى.. بزيادة جديدة لتصل إلى أربعة جنيهات.. يعنى بزيادة قدرها 400% عما كان عليه السعر.. فى بداية العام الحالى!!
يا ناس حرام عليكم والله.. المواطن المصرى لم يعد قادراً على تلقى صفعات الغلاء أكثر من ذلك.. ارحموا من فى الأرض.. يرحمكم من فى السماء!!