رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعجبت كثيراً بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عند استقباله الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وخاصة في المؤتمر الصحفي العالمي الذي ضم الرئيسين، فكان موقف الرئيس الفرنسي رجولياً وصادقاً، كما أعجبتني أيضاً الجدية في الاتفاقات والوعود بين الرئيسين، وكذا صدق النوايا.

أقول هذا بمناسبة ما أسفرت عنه زيارة الرئيس «السيسي» الأخيرة إلى فرنسا، فقد أثمرت تلك الزيارة عن العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في كافة المجالات، سواء العسكرية، أم الثقافية، أم التجارية، أم الاقتصادية، وكذا فيما يخص مكافحة الإرهاب، هذه الاتفاقات تبشر جميعها بالخير الوفير لمصر، خاصة أن الجانب الفرنسي أثبت من قبل جديته في معاونة ومساعدة مصر، فترة حكم الرئيس السابق فرانسوا أولاند، فقد أرسلت لنا فرنسا- آنذاك- طائرات «الرافال»، وكذا حاملتيي طائرات الهليكوبتر، فضلاً عن فرقاطات ولانشات بحرية لمساعدتنا في مراقبة حدودنا البحرية، بالإضافة الى باقي الاتفاقات الأخرى التي تمت في عهد رئيس فرنسا السابق، فرانسوا أولاند.

الذي دفعني لتناول موضوع التعاون الفرنسي مع مصر الآن، ولم أتناوله من قبل، أن المؤتمر الصحفي الذي عقد بين الرئيسين الفرنسي والمصري، كان واضحاً منه ان هناك شبه اتفاق بين الصحفيين الفرنسيين على مهاجمة مصر في شخص الرئيس «السيسي»، على قول من أن مصر لا تحترم حقوق الانسان، ولا تطبق الديمقراطية الحقة، وحين تزايدت الاسئلة في هذه الموضوعات بادر الرئيس الفرنسي بالتصدي بنفسه لهذه الاسئلة، قائلاً إن الرئيس «السيسي» أدرى بشئون بلاده، وهو يديرها حسب الظروف التي تتعرض لها بلاده، هذا واستطرد قائلاً للصحفيين إنه يجب علينا التوقف عن إعطاء الدروس للدول الأخرى، سواء في حقوق الانسان، أم في الديمقراطية فكل دولة لها ظروفها.

هكذا، وبكل وضوح وحسم، كان موقف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي استشعر من كثرة الاسئلة الصحفية الموجهة من الجانب الفرنسي للرئيس «السيسي»، إن هناك هجوماً دُبِر لمصر في شخص الرئيس «السيسي»، الامر الذي دفعه الي التصدي لهذا الهجوم بنفسه، دفاعاً منه عن موقف الرئيس «السيسي» وعن مصر. موقف الرئيس الفرنسي هذا جعلني أصدق كل الوعد التي أعلن عنها الجانب الفرنسي، سواء بشأن الاتفاقات العسكرية، أم من ناحية التعاون التجارية والاقتصادية، أم ضد الإرهاب، ولا يغيب عنا، فإن فرنسا أعلنت في نهاية رحلة الرئيس «السيسي»، إن عام 2019 سيكون عنواناً للتعاون الثقافي بين مصر وفرنسا.

هكذا كانت نتائج زيارة الرئيس «السيسي» الأخيرة لفرنسا، ومن قبل في عهد رئيس فرنسا السابق، فرانسوا أولاند، وبمقارنة بسيطة بين التعاون الفرنسي- المصري، والتعاون الامريكي- المصري، نجد أن الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، وعد بالكثير، ولكنه لم ينفذ إلا القليل، في حين أن الرئيسين الفرنسيين السابق وكذا الرئيس الحالي قد وعدا بالقليل ومع ذلك فقد نفذا الكثير، والبادي أن عمل الفرنسيين أكثر من كلامهم، في حين أن كلام الأمريكيين هو الاكثر من فعلهم.

هكذا كان موقف الجانب الفرنسي تجاه مصر والمصريين، هذا الموقف يستوجب منا كل الشكر والتقدير، فهو– في تقديري– موقف رجولي لا يصدر إلا من صديق حقيقي، عملاً بالمثل السائد (عند الشدائد تعرف الأصدقاء).

وتحيا مصر