عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

نعم، أنا لم أغضب ولم أشعر بالعار وبالطبع لم أشعر بالزهو أو السعادة حينما اعترف الرئيس فى فرنسا بأننا بلد فقير، وأن الحقوق الأساسية للمصريين غير متحققة، فهو لم يكشف أى شىء غير معروف، فالعالم كله يعرف أن مصر أصبحت تعانى من الفشل الذى عظم وضاعف والبركة فى سياسات الحكومات المتعاقبة منذ سنين طويلة وأيضًا فى الإخوان ومقاومتهم لكل محاولة يقوم بها المصريون من أجل الديمقراطية والحرية والذين يتبوأون اليوم منابر مشبوهة يتباكون فيها على الديمقراطية والحرية وهم منها براء، ويبثون فيها سمومهم و«تحويرهم» لأى إنجاز وشماتة وفرحة لأى مصيبة تحل على الوطن.

أما جمعيات حقوق الإنسان الدولية التى تصرخ على الانتهاكات لحقوق الإنسان فى مصر وكأن مصر كانت تتمتع بحقوق الإنسان طول عمرها وكأن الصين واحة لحقوق الإنسان!! وكأن البلاد التى ما زال لديها مواطنون بدون جنسية تراعى حقوق الإنسان!! وهذا بالطبع لا يعنى أننى أوافق على أن تعود مصر لمرحلة (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة).

لقد اعترف الرئيس بشجاعة أمام العالم أننا فقراء وحقيقة الفقر ليس عيبًا ولكنه يكون عيبًا وجريمة حينما نعيش فى ثقافة حكومية يحكمها الإسراف الترفى. إن الرئيس حينما صرح بعدم حصول أغلب المصريين على حقوقهم الأساسية فإنه قد ألزم نفسه أمام الشعب وأمام العالم كله بضرورة تحقيق هذه الحقوق والحرية من أهمها.

ولكن هل الحرية ترف لا يستطيع أن يمارسها ويتمتع بها الأغنياء فقط؟ لقد أثبتت التجارب المختلفة على مر العصور أن الحرية حلم الإنسان سواء كان غنيًا أو فقيرًا، ولكنها تظل مجرد حلم بعيد المنال بدون تعليم جيد يرفع من وعى الأفراد بأهميتها. وقد يعتبر البعض أن التعليم ترف يجب أن يؤجل!! فى حين أنه بدون تعليم (خاصة تعليم أساسى حكومى مجانى جيد ومحترم يقدم لعموم أطفال مصر) فلا تنمية ولا إنتاج ولا صحة ولا تحديد نسل ولا منع زواج القاصرات أو ختان البنات ولا محاربة للإرهاب أو التحرش ولا احترام للسائح ولا انتماء أو كرامة لأى بلد بدون تعليم.

إن التعليم هو صناعة مصر الثقيلة، فالبشر هم أعظم ثروة تملكها مصر وهى ثروة لا يجب أن تهمل ولا تصلح معها ثقافة البروباجندا والفرقعات، بل يجب أن تكون نتيجة عمل جاد ودءوب ورؤية وطنية يشترك فيها المجتمع المدنى والمتخصصون فى ثقافة الطفل ولا تخضع لتجارب يابانية أو غيرها بل يجب أن تكون مصرية خالصة.