رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

ليس بين أيدينا ما يحدد الشخص الذى قال:" الناس على دين ملوكهم أو حكامهم»، وأيضا لا نملك مصدرا واحدا أو دراسة تشير للفترة التى قيلت فيها هذه المقولة على وجه التقريب، حتى المعنى المقصود بها المقولة فقد اختلفوا حولها، البعض حملها دلالة سياسية، والبعض الأخر ذكر معناها الاجتماعي، والثالث الدينى والفقهى والرابع الأدبى، فالمقولة حمالة أوجه كما يقال.

السخاوى(ت 902هـ) وهو من أهل السنة، قال فى المقاصد الحسنة بالنص: لا أعرفه حديثا. وهو ما يعنى أنه مقولة تنسب لأحد الأشخاص وليس إلى النبى عليه الصلاة والسلام، فى المذهب الشيعى، ذكرت فى كتب الحديث، فقد ذكره المجلسى(ت111هـ) فى بحار الأنوار، والإربلى(ت 693هـ) فى كشف الغمة فى معرفة الأئمة، لكن للأمانة لم تقطع الشيعة بأنه حديث، واختلفوا حول إن كان من الكلام المنقول عن معصوم أم أنه من الأمثال، الإربلى تعامل معه معاملة الحديث المنقول.

ابن كثير(ت 774هـ) قال فى تاريخه: الناس يقولون: الناس على دين مليكهم، إن كان خمارا كثر الخمر، وإن كان شحيحا حريصا كان الناس كذلك، وإن كان جوادا كريما شجاعا كان الناس كذلك، وإن كان طماعا ظلوما غشوما فكذلك، وإن كان ذا دين وتقوى وبر وإحسان كان الناس كذلك، وهذا يوجد فى بعض الأزمان وبعض الأشخاص».

وقال صاحب كشف الخفاء، العجلونى(ت 1162ه): والأظهر أن الناس يميلون إلى هوى السلطان؛ فإن رغب السلطان فى نوع من العلم مال الناس إليه، أو فى نوع من الآداب والعلاجات كالفروسية والرمي؛ صاروا إليه، ثم قال: وأظهر ما فى معناه قول عمر بن عبد العزيز: «إنما السلطان سوق فما راج عنده حمل إليه».

أظن أن ربط المقولة بالحاكم غير صحيح، لأن الناس قد تلتف حول أحد الأشخاص بعيدا عن الحاكم، وتتبع فكر بعض الأشخاص، هناك العديد من تبنوا الفكر المتطرف، والعديد تبنوا الفكر الناصرى، والبعض تبنوا الفكر الاشتراكى، فى العراق كان صدام وهو مسلم سنى يحكم البلاد وأغلبيتها شيعة، فى مصر ساند ملايين المصريين الزعيم سعد زغلول ولم يكن الحاكم، وساندوا الزعيم احمد عرابى ضد الخديوى توفيق، وخرجوا ضد مبارك، وخلعوا محمد مرسى. زمن اختلقوا هذه المقولة، هم أنفسهم الذين قالوا: اللى يخش بلد تعبد العجل حش وأرمى له، وقالوا: إن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك.

المقولات كثيرة ومتعددة، ونتناقلها من جيل لجيل، لكن فى النهاية هى مجرد مقولة، وتعبر عن حالة أو حالات بعينها، ولم ولن ترقى أبدا إلى درجة القاعدة.

 

[email protected]