رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إشراقات

 

عندما طالبنا بضرورة صرف إعانة بطالة للعاطلين.. اتهمونا بالجنون وبأننا نحلم أحلامًا وردية.. فى زمن لا مكان فيه إلا للكوابيس!!

رغم أن هذه الإعانة باتت حقًا للعاطل.. بعد أن تخلت الدولة عن تشغيله.. ونفضت يدها تمامًا من مشكلته.. وقالت له كما قال بنى إسرائيل لنبى الله موسى «اذهب أنت وربك فقاتلا»!!

ومن هنا أصبح خريح الجامعة العاطل.. مشكلة كل بيت.. خاصة إذا ما علمنا أن 50% من خريجى الجامعة عاطلون.. فى حين أن 25% من خريجى الدبلومات الفنية عاطلون هم أيضًا، ومن هنا وجب على الدولة.. حماية هؤلاء البؤساء الذين هم ضحايا للسياسات التعليمية..

للحكومات المصرية المتعاقبة.. قبل أن يكونوا ضحايا لأنفسهم وسوء اختيارهم.. لما يناسب سوق العمل.. أو حتى ما يناسب قدراتهم ومواهبهم!!

وللأسف الشديد فإنك تجد أن أنجح المشروعات فى مصر الآن هى المقاهى والكافيهات.. لأنها أصبحت مأوى للعاطلين فى بلادنا.. والذى تجد الواحد منهم يعيش حياة.. هى أقرب لحياة الفنانين.. ينام طول النهار.. ويسهر طول الليل على المقاهى والكافيهات.. والتى انتشرت للأسف الشديد فى مصر.. كانتشار النار فى الهشيم.. بعد أن تحول أولادنا لزبائن دائمين..

حتى إنك تسمع منهم كثيراً.. عبارة أهو إحنا بنقتل الوقت.. وهو لا يعلم المسكين إنه يقتل نفسه.. قبل أن يقتل الوقت!!

لى صديق يعيش في إحدى البلاد الأوربية حكى لى ان إعانة البطالة.. فى بعض البلاد الأوربية وصلت لـ1600 يورو.. يعنى تقريبًا حوالى 32 ألف جنيه مصرى!!

أى تمامًا مثل مرتب الوزير فى مصر.. تخيلوا!! طبعًا الحال هنا.. غير الحال هناك.. والاقتصاد هنا.. غير الاقتصاد هناك.. لكن أنا أكلمك عن إحساس الدولة.. وتعهدها بتوفير حياة كريمة لمواطنيها.. دون أن تظن أن إعانة البطالة هذه.. ستجعل الشاب يسترخى ويقعد فى بيته. دون أن يبحث لنفسه عن عمل!!

وهى وجهة النظر التى سمعتها.. عندما طالبت بصرف إعانة بطالة للعاطلين.. قبل أكثر من عشرين عامًا مضت!!

وهو قول مردود عليه.. بأن إعانة البطالة ينبغى أن تكون فى حدود الحد الأدنى.. لضمان حياة كريمة للعاطل.. يعنى بالجنيه المصرى مثلاً فى حدود مبلغ 750 جنيهًا.. وهو كما نرى لا يشجع العاطل.. لكى ينام ويقعد عن العمل.. وفى الوقت نفسه يقيه مد اليد لأسرته كل يوم ليطلب ثمن مشاريبه على المقهى.. أو حتى لتناول وجباته البسيطة خارج المنزل!!

كما أن أوروبا لها ضوابط.. فى منح إعانة البطالة.. ولا تفتح الباب ع البحرى كما يقولون!! إنما ترك العاطل للشارع.. خطر عليه وعلى المجتمع نفسه.. فهو يصبح صيدًا ثمينًا لكل صاحب هدف خبيث.. يسعى لخراب البلاد..

وقد سمعنا عن قيام تنظيم داعش الإرهابى.. باستغلال فقر الشباب فى الفيوم وبعض محافظات الدلتا.. وإغرائهم بالدولارات للسفر.. للقتال فى صفوفهم بسوريا والعراق وليبيا.. لدرجة انهم كما سمعنا.. كانوا يمنحون الشاب مبلغ.. يتجاوز الثلاثة آلاف دولار شهرياً.. لكل شاب.. شوف المصيبة وصلت لإيه؟!