رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى كل يوم تتدخل الولايات المتحدة فى حياة الشعوب ومصائرها وحجتها الأساسية الدفاع عن حقوق الإنسان؛ رغم أنها أول الدول التى اغتالت تلك الحقوق ودمرتها؛ والجميع يعلم جرائم أمريكا التى انتشرت من أفغانستان إلى العراق فاليمن والصومال. والعديد من عمليات القتل الاستهدافية التى قامت بها بدون وجود سبب واضح؛ ليصبح مصير العالم معلّقًا بإرادة القابع فى البيت الأبيض. والإدارات الأمريكية جعلت من قيادة العمليات المشتركة آلة قتل للكثيرين.

والغريب أن وكالة الاستخبارات الأمريكية عمدت إلى دعم أمراء الحرب الفاسدين فى الصومال، منذ تسعينيات القرن الماضى، لتزرع الفوضى فى البلاد، الأمر الذى أدى إلى نشوء ما سُمَّى «اتحاد المحاكم الإسلامية» من أجل وضع حد لأمراء الحرب وممارساتهم. وهى مجموعة من المحاكم الإسلامية التى اتحدت برئاسة شيخ شريف شيخ أحمد، وأصبحت حاكمة لأغلب مناطق الصومال، وتنافس الحكومة الانتقالية على الحكم. وللأسف أن مساهمة بعض العناصر ذى الميول «القاعدية» فى نشاطات «اتحاد المحاكم» أدى إلى اعتبار الأمريكيين أن كل من ينتمى إليه هو تابع للقاعدة. وبذلك دفعت الولايات المتحدة بأثيوبيا إلى اجتياح الصومال، وأدى هذا إلى موجات عنف دامت سنوات طويلة، فاستغلت «القاعدة»، أو «حركة الشباب» (مجموعة صومالية بايعت القاعدة) للنقمة الشعبية على الاحتلال الأثيوبى من أجل تعزيز نفوذها بين الشعب الصومالى، وإظهار نفسها كحركة مقاومة تريد تخليص الشعب من الاحتلال.

هذه النتيجة العكسية للجهود الأمريكية لم تقف عند حد الصومال، بل حصلت أيضًا فى كل من أفغانستان واليمن، حيث أدت عمليات القصف العشوائية وقتل المدنيين إلى حالة غضب شعبى دفعت بالكثير من القبائل إلى التعاون مع حركة طالبان ومع تنظيم القاعدة من أجل قتال الجيش الأمريكى. هذا ما يشير اليه باقتدار الصحفى والكاتب السياسى الأمريكى جيريمى سكاهيل فى كتابه «حروب قذرة.. ميدان المعركة: العالم» ووضع سكاهيل فى كتابه أمام القارئ الكثير من القصص عن «عمليات قتل استهدافي» نفّذتها بشكل خاص قيادة العمليات المشتركة JSOC، وهى الوحدة التى بدأ يتّسع نفوذها ودورها مع إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ولاحقًا باراك أوباما، بقيادة ماك كريستال، ولاحقًا ماك رافين، وهو الذى كان على رأس هذه الوحدة عندما نُفّذت عملية اغتيال بن لادن فى مدينة أبوت آباد الباكستانية.

ومن الجرائم الأمريكية البشعة القصف الذى نفّذته الطائرات من دون طيار الأمريكية على قرية المعجّلة اليمنية، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين.. أما فى أفغانستان، فقد أوصلت قيادة العمليات المشتركة الأمريكية معلومات خاطئة إلى منزل أحد ضباط الشرطة الأفغانية، حين كانت العائلة تقيم احتفالاً لمولودها الجديد، لكن الاحتفال هذا انتهى بكارثة نفّذها جنود أمريكيون بعد أطلقوا النار على العديد من الحاضرين، منهم نساء كنّ حوامل.