عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الفيلم الإسرائيلى الذى يؤكد الموساد فيه قيام أشرف مروان بدور الجاسوس المزدوج.. أثار ضجة كبرى وكلامًا كثيرًا واستغله الإعلام العالمى كموضوع هام مثير، فالشخصية غير عادية.. هو زوج ابنه رجل له دور كبير فى التاريخ.. جمال عبدالناصر، الذى حارب إسرائيل 19 عامًا متصلة.. وعادة فى هذه الأمور.. أمور الجاسوسية بالذات من الصعب أن تكون هناك حقائق مؤكدة تماماً.. فأساس الجاسوسية هو العمل فى الظلام الداكن الأسود للغاية وبكل طرق الخداع والتخفى..

ولكن هناك قضايا جاسوسية (مفضوحة).. وزادت وضوحًا بعد انتهائها.. وأهمها قضية الجاسوس الجمال الذى ظهر فى المسلسل التليفزيونى باسم (رأفت الهجان) وكان له صدى كبير.. فقد أكدت إسرائيل خلال عرض المسلسل أكثر من مرة أنه كان عميلًا مزدوجاً.. وكان هناك شك كبير فى ادعاءات إسرائيل إلى أن مات.. فقد أصر أن يقضى آخر أيام مرضه فى ألمانيا قاطعًا كل صلة له بمصر.. ثم اتضح أن له صلة قديمة بإسرائيل.. لذا رفضت مصر منح ابنه الجنسية المصرية ولا الأموال التى ادعى الابن أنها بقية أتعاب وحسابات قديمة مع أبيه.. وقيل إن الابن غادر مصر ولم يعد إليها بعد أن تم إخطاره بأنه (شخص غير مرغوب فى بقائه فى مصر)..

أما حكاية أحد الضباط الكبار الذى أصر أن يزوره فى ألمانيا فى آخر ساعاته.. وحضر الجنازة.. بعد أن ارتدى ملابس القساوسة.. فهذه حكاية أخرى.. لقد تولدت خلال السنوات الطويلة التى تعامل فيها هذا الضابط مع الهجان علاقة صداقة وثيقة بدرجة أنه كان ينظر إلى الهجان باعتباره ابنه الذى يخاف عليه كل يوم يتصل به أيما كان ليطمئن عليه.. وكان سفر هذا الضابط إلى ألمانيا موضوعًا شخصيًا على نفقته!!

 (...)

وكانت أغرب قضية جاسوسية ازدواجية اسمها (إبراهيم وانشراح) التى أخذت ملفها كاملًا ونشرتها فى (الجمهورية) حلقات لمدة شهر كامل.. ثلاثون صفحة ثمانية أعمدة فى أيام متتالية.. ثم تحولت إلى مسلسل (السقوط فى بئر سبع)!! بطولة إسعاد يونس وسعيد صالح، إخراج نور الدمرداش الذى مات قبل انتهاء التصوير، فأكملها أحمد توفيق على مدى آخر عشر حلقات..

كان ثنائى إبراهيم وزوجته الجميلة اللعوب انشراح أنجح جاسوسين يساعدهما ابنهما الكبير.. كانت الشقة الكبيرة الواسعة فى مدينة نصر بعيدة بعض الشىء عن العمران من أجل الاتصال اللاسلكى اليومى بالموساد.. دعا هذا الثنائى الكثير من الوزراء وكبار الموظفين الذين يشغلون جهات مهمة لقضاء سهرات رائعة بعيدة عن السياسة فى ظاهرها، ولكن دون أن يدرى أحد كان الولد الشاب يكتب فى الخفاء فى الداخل ما كان يريده الموساد.. كانت السهرة على عشاء فاخر ومشروبات روحية وكل شىء.. حتى الحشيش والبانجو وغيره.

ظل الثنائى إبراهيم وانشراح ينجحان فى الإجابة عن كل أسئلة الموساد.. لذا كان سفر أى منهما كثيرًا إلى أوروبا ليلتقيا بضابط الموساد الذى يعطى أى منهما جواز سفر إسرائيلياً ليسافر إلى تل أبيب ومنها إلى بئر سبع حيث توجد الفيلا المخصصة لهما.

استمر هذا النجاح فترة إلى أن حدث ما لم يكن فى الحسبان قط.. خلال الرحلات المكوكية من مدينة نصر إلى بئر سبع، اكتشف أمر إبراهيم أحد ضباط المخابرات المصرية الذى كان مجندًا للعمل فى بئر سبع بالذات لصالح المخابرات المصرية.. وانكشف أمر إبراهيم وانشراح كاملًا بالصوت والصورة.. وقرر السادات عدم المساس بهما.. فقد كان موعد السادس من أكتوبر اقترب.. وتم تجنيدهما لصالح مصر بإعطائهما أسراراً حقيقية ولكنها غير مؤثرة وبجوارها أخبار مضللة تؤكد أن مصر لا تفكر فى الحرب قط.. ونجح الثنائى فى مهمة التضليل لأبعد الحدود.. وتم القبض عليهما ليلة 6 أكتوبر.. وبمحاكمة سريعة فقد كانت الأدلة دامغة.. صور وتسجيلات وأوراق وتذاكر سفر إلى تل أبيب.. لذا صدر الحكم بإعدام الثنائى بالإعدام فى أيام معدودة والابن 15 عامًا سجناً.

كان مقررًا تنفيذ الإعدام بأسرع ما يمكن.. ويوم الإعدام حدث ما لم يكن أحد يتصوره قط.

أيضًا كان أنور السادات نائمًا فى استراحة الإسماعيلية فتم إيقاظه فى السادسة صباحاً.. بيجين وموشى ديان فى الطائرة وسيهبطان بعد دقائق فى مطار القاهرة، فصدرت التعليمات بأن يهبطا فى مطار الإسماعيلية.. كان الرجاء لدرجة التوسل لإلغاء الإعلام ووضع الثنائى فى السجن مدى الحياة.. وبسرعة بالتليفون أوقف عملية الإعدام أرجوك أرجوك أرجوك.. قرر السادات بسرعة إيقاف إعدام انشراح والإفراج عن الابن وتنفيذ حكم الإعدام فى إبراهيم.. صباح اليوم التالى طلبت انشراح مقابلة السادات عدة ثوان.. كانت المفاجأة الأخرى أنها تريد أن تقبل يدى وقدمى السادات بإصرار غريب.. وقد كان، قرر السادات أن تستعيد شقتها بالقاهرة وتأخذ أموال الأسرة المتحفظ عليها فى البنوك.. خذ آخر مفاجأة.. بعد عام أو بعض عام اختفت انشراح وأولادها عاماً!! سافروا إلى بئر سبع وأقاموا فى الفيلا التى كانت مخصصة لهما من قبل حتى كتابتى لهذه السطور!!

كتبت القصة بتفاصيل أكثر تحت عنوان (آسفة.. الخيانة فى دمى) لم تر النور رغم الطلب عليها لأسباب أخرى!!

بقى السؤال: هل أشرف مروان كان عميلًا لإسرائيل؟!!

.. الإجابة فى سؤال آخر.. من قتل أشرف مروان ولماذا؟!