رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

بدعوى الاستقرار.. أعاشنا النظام الأسبق.. لأكثر من ثلاثين عاما في حالة طوارئ مستمرة وبدون انقطاع.. ولم تكن فترة استقرار.. بل كان عهد «ركود سياسي» بمعنى الكلمة.. أتاح لنظام الحكم.. صور غير مسبوقة من الاستبداد.. ونشر الفساد.. وبالذات بالنسبة لقيادات الحكم من متخذي القرار.. ومن يدورون في فلكهم، ويأتمرون بأمرهم.

وكان ذلك سبباً رئيسياً.. وفي أقل من عقدين من الزمن ظهرت على السطح في مصر طبقة جديدة.. كانت كلما اقتربت من قيادات النظام الأسبق.. زاد نفوذهم.. وتراكمت أموالهم.. وأصبحوا ملء العين والبصر.. ولم يتركوا مجالاً إلا واخترقوه.. وجسدوا ما يطلق عليه تصالح المصالح بعضهم مع بعض.. وعلى حساب المصلحة العامة للوطن وأبنائه.

وظنوا خطأ.. أنهم يشكلون سياجاً حامياً للنظام الذي كان يُخطط ليختار منهجاً في اعتقاده سيؤدي حتماً الى «التوريث».. حتى أن التصريحات كانت تخرج بكل ثقة وغرور من الوريث، وأيضاً أكيد من بطانته.. عندما يطرح السؤال:

كيف سيتحقق التوريث في دولة تحولت من «الملكية» الى «جمهورية» منذ ما يزيد على 60 عاماً مضت؟؟

فكان الرد الجاهز والمؤكد.. وبما يتضمنه من إهانة بالغة «الشعب تحت السيطرة»!! قيلت في الداخل.. وللأسف أيضاً في خارج البلاد، وكيف لا.. فالمصالح الخاصة للحاكمين ومن يدورون في فلكهم كانت لها الغلبة على مصالح الوطن وحقوق شعبه وفي ذلك العهد تحولت مؤسسات الدولة الى كيانات شكلية وبدون مضمون.. وبالذات السلطة التشريعية.. التي كان من المفترض السلطة التي تراقب السلطة التنفيذية تشرع القوانين للمصالح العامة للوطن والشعب.

ولكن عندما وصل الاستبداد لنظام الحكم إلى قمته.. وتشكل برلمان 2010 والذي اعتقد قيادات الحكم وأذنابهم من المنتفعين وأصحاب المصالح.. أنهم اقتربوا من تحقيق الهدف.. وأنه الخطوة التي تسبق تسليم مفاتيح الحكم الى الوريث.. وتنصيبه حاكماً للبلاد.

ولكن شعب مصر الأبي.. عندما أراد الحياة الكريمة.. استجاب القدر.. ولم يمض على المجلس الا شهور قليلة.. وقامت ثورة يناير اطاحت بكل ترتيبات وتحصينات النظام الحاكم وداست على غروره بالأقدام.. وخلع النظام من حكم البلاد.

ولكن شعب مصر الأبي.. عندما أراد الحياة الكريمة.. استجاب القدر.. ولم يمض على المجلس الا شهور قليلة.. وقامت ثورة يناير أطاحت بكل ترتيبات وتحصينات النظام الحاكم وداست على غروره بالأقدام.. وخلع النظام من حكم البلاد.

< وبالطبع="" كأي="" ثورة..="" لم="" يكن="" من="" المتوقع="" استقرار="" البلاد="" بمجرد="" قيامها="" والخلص="" من="" الحكم="" المستبد="" الفاسد..="" ولكن="" أيضاً="" لم="" يكن="" متوقعاً="" أن="" تسطو="" جماعة="" الاخوان="" الارهابية="" على="" السلطة="" وتخطف="" حصاد="" الثورة="" ومكاسبها..="" ومارست="" الجماعة="" حكماً="" فاشياً="" خائنا="" أراد="" تفكيك="" الوطن..="" واقتطاع="" اطرافه="" لصالح="" دول="" متآمرة="" معهم..="" وكان="" هدف="" الجماعة="" الارهابية="" واضحاً="" هو="" الاستحواذ="" على="" مفاصل="" الدولة..="" وغرس="" وتسكين="" التابعين="" لهم="" في="" كل="" موقع="" ومنصب="" مؤثر="" ومهم="" حتى="" يضمنوا="" -="" كما="" قالوها="" صراحة="" -="" حكم="" البلاد="" لقرون="" قادمة="" من="" الزمن..="" والا="" حرقوها="" وقتلوا="" أبناءها..="" والمدهش..="" وفوق="" ذلك="" ظهر="" جلياً="" أن="" أصحاب="" المصالح="" من="" شتى="" الاتجاهات..="" من="" يساريين="" وليبراليين..="" وتيار="" اسلامي="" سياسي="" تتصالح..="" وتعقد="" معاً="" الاتفاقيات="" والصفقات="" من="" أجل="" أن="" ينالوا="" نصيبهم="" من="" مكتسبات="" الثورة،="" ومن="" مقاعد="" في="" برلمان="" 2012="" الذي="" سيطر="" عليه="" التيار="" الاسلام="" السياسي..="" ولكن="" لم="" يمض="" أيضاً="" الا="" شهور="" قليلة="" وأحُل="" المجلس="" لعدم="">

ومرة أخري قام شعب مصر العظيم الأبي.. باسقاط حكم الجماعة الارهابية بقيامه بثورة «يونيو 2013» التي وصفت بأنها أكبر تجمع بشري للانسانية منذ الخليقة!!

فبعد عام واحد من حكم الجماعة الارهابية.. تبين خيانة القائمين عليها.. وأن حكمهم مُهترئ سيدفع البلاد الى التخلف وسيجرها الى القاع من أجل أن يُنفذ الأغراض التآمرية لتنظيمه الدولي.. وإرضاء أطماع الدولة الخارجية المتآمرة على مصر.

وجاء الخلاص.. بثورة «يونيو 2013» المجيدة ووضعت خارطة طريق المستقبل بثلاث استحقاقات تم منها اعداد دستور يليق بمصر وشعبها وانتخب رئيس وطني.. عرض سلامته للخطر ووضع حياته على كفه من أجل تحرير البلاد من حكم المتآمرين عليها والخائنين لها.

وخلال العام الماضي منذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت مصر حقا في سباق مع الزمن.. من أجل استعادة مكانتها المستحقة الاقليمية والدولية.

وفي نفس الوقت الخروج من عنق الزجاجة اقتصادياً.. وارساء العدالة الاجتماعية من أجل التغلب على ما تسببت فيه انظمة الحكم السابقة.. التي أوصلت البلاد الى مستوى متدنٍ وأصبح تصنيف البلاد في أواخر قائمة التنمية البشرية.

الكلمة الأخيرة                         

إن من أهم العقبات أمام الانطلاق في بناء مصر الجديدة الحديثة.. هو الفساد الذي تجذر وقنن في نظام الحكم الأسبق وانتشر واستشرى في عهد حكم الاخوان.. وبحيث جعل المصالح تتصالح بين الفاسدين.. وتجمع بين الفرقاء وحتى الغرباء عن الوطن لتحقيق أطماع وأهداف مدمرة.. خطط لها مع الخائنين للوطن.

ولذلك فالقضاء على الفساد بكل صوره.. ومنع اصحاب المصالح من تحقيق أغراضهم ومكاسبهم.. ضرورة حتمية تسير جنبا بجنب البناء والتشييد المستمر بمشيئة الله.

حفظ الله مصر