رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لي

وحتي لو كل شيء في حياتنا أصبح يُباع ويُشتري! وحتي لو خضعت كل المسائل للنشر علي الحبال القذرة! من أجل  الاستحواذ علي أكبر عدد من المشاهدين والقراء! وحتي لو ارتدوا ثوب الوطنية وتفننوا في تجريس أي صوت مختلف حتي لو كان حرا ويحب البلد ويخاف عليه، فإن الاحساس نعمة لا يستطيعها غير العقلاء والاقوياء، الاحساس بالإنسانية والإحساس بالناس والوطن.

ومن الاولويات والبديهيات الإحساس بالشهيد الإحساس بالجندي الرابض علي الحدود والجندي الذي يحارب الظلام والذي يحارب أعداء الحياة.

لقد  أدمنوا إعلام البيع والشراء حتي أنهم باعوا دم الشهيد من أجل عدد أكبر من المشاهدين وإعلانات أكثر ودولارات أكثر تدخل جيوبهم، وأدمنوا  اختلاق الحكايات المفبركة والوضيعة، فدخلوا حجرات النوم وتفننوا في عرض نقائص البشر ونقائص المجتمع فشاهدنا حلقات عن زنا المحارم وحلقات خاصة لتشويه المعارضين، وحلقات عن الجن  والعفاريت، واستضافوا كل من يتبني أفكارا شاذة ومدمرة لصورة المرأة أو صورة الأطفال أو صورة الشباب  وكل من يبحث عن الشهرة وأصبحت البرامج عبارة عن ساحات موالد مجنونة يتبارى فيها أصحاب الألعاب البهلوانية واللاعبون علي الحبال "وقرب قرب تأكل ملبن"، وبالفعل لقد أكلوا ولكنهم لم يشبعوا أبداً لأن في داخلهم خواء.

ولأنهم لا يفقهون  فقد نسوا الناس الذين يدعون أنهم يتحدثون باسمهم، ونسوا الوطن الذي يدعون أنهم يحاربون أعداءه، ونسوا القيم والمبادئ الإنسانية!! والمهنية التي طارت مع الرياح، وذهبت مع التوحش، وذهبت مع تغليب المصالح الضيقة العقيمة المحكومة بالفشل والاضمحلال لان الفطرة الإنسانية السليمة تكره وتنبذ مصاصي دماء البشر ومشعلى الحرائق ومطلقى الإشاعات، ومهما تصور البعض إن هذه الممارسات تعجب جمهور المشاهدين فهي دائماً تكون فترات قصيرة ويعود الناس إلي الحق، وها قد انقلب الجمهور وشعر بالغضب والاشمئزاز من هذه الممارسات.

لقد تمادوا في ممارساتهم الغبية ولم يرحموا الشعب المسكين المجروح في أولاده الشباب الذين استشهدوا بيد آثمة غدارة، ولم يشفع لهم أمهات فقدن أولادهن فلذات أكبادهم ولم يشفع لهم أطفال صغار أصبحوا يتامى، ولا زوجات أصبحن أرامل في عز الشباب، إنه إعلام فاقد للإحساس والإنسانية.

إن الإحساس نعمة لا يقدر عليها غير الأقوياء وهم ضعفاء في علمهم ومعرفتهم ووجودهم ذاته فلا مصداقية لديهم.

إنهم نتاج شيطاني مهجن منذ ولادتهم بطريقة غير شرعية لذلك هم يعيشون في غرف الإنعاش علي الأجهزة وقد آن الاوان أن تنزع عنهم الأجهزة التي تعطيهم قبلة الحياة.