رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

نسى الجميع ما جرى و«مسك» فى أحمد شفيق، لأنه كتب تويتة ينعى فيها الشهداء، ويتحدث عن «عملية عسكرية كاملة الأركان»، واتهم القائمين على التنفيذ بـ«سوء التخطيط».. تركنا أحزاننا خلف ظهورنا، وبدأنا معركة جديدة مع مواطن مصرى، قال رأيه مثل ملايين المصريين.. فمن يقول تفاهات، ومن يقول خليك فى حالك؟.. ومن يقول انزل مصر، وانتقد كما تشاء!

وهكذا نسينا شهداءنا ومصابينا، واختزلنا الكارثة فى كلمتين.. تجاهلنا كل أخطاء المواجهة، وكل أخطاء الإعلام.. وتوقفنا عند تعليق بسيط، لو كان من غير شفيق لمر مرور الكرام.. ورأينا من يقول إن الفريق يصطاد فى الماء العكر.. ربما كان ذلك مقصوداً حتى تمر الحكاية مثل غيرها، وكأننا كنا فى خناقة.. فهل يعقل هذا؟.. وهل نجرده من «حقه فى الألم» كمصرى؟!

فلم يكن الفريق شفيق وحده من تحدث عن الأخطاء، ولم يكن وحده من تحدث عن سوء التخطيط.. الفريق عنان قال شيئاً مماثلاً، وربما بالمعانى والألفاظ نفسها.. لكن احداً لم يلتفت لما قاله «عنان».. السبب واضح أن هناك أنباء عن احتمالات ترشح شفيق من جديد للرئاسة.. وبالتالى كان كلامه عن سوء التخطيط والخيانة اتهاماً مباشراً واضحاً للقائمين على إدارة الإرهاب!

وقد اختلف البعض مع الفريق شفيق، ليس فى المضمون ولكن لأنه رجل دولة، وما كان ينبغى أن يفعل.. وأعتقد أن الفريق شفيق، لو قال هذا الكلام فى الداخل، لكان الأمر مختلفاً جداً.. المشكلة أنه يقول ذلك من خارج البلاد.. هذا هو وجه الاختلاف مع شفيق.. وليس فى المضمون ذاته.. فكم طالبته من قبل أن يعارض من داخل مصر، لكنه أجل العودة، ولا نعرف إلى متى؟!

والمؤكد ان المجزرة أحدثت صدمة لأولى الألباب.. فمنهم من التزم الصمت، ومنهم من لم يستطع.. ومنهم من أذاع التسريبات.. العجيب انهم «مسكوا» أيضاً فيمن أذاع التسريبات.. مع أن الأصل أن نمسك فيمن سرب التسجيلات.. هذا هو الأصل.. فإن كانت هناك خيانة نعرفها، وإن كانت هناك سلبيات تخص التدريب نعرفها.. المهم أن تنتهى التحقيقات إلى المحاكمة، أو العزل!

فلا ننكر أننا فى حرب، ولا ننكر أن سقوط الشهداء وارد.. لكن أن يكون فى معركة حقيقية.. وليس فى مصيدة.. كما حدث فى ثغرة الكيلو 135.. نعم تم تطويق القوات، وحدثت خيانة.. ولولا هذا لكان الإرهابيون جثثاً تأكلها السباع والوحوش الجائعة فى صحراء الواحات.. المهم أن نتعامل مع الموقف بتجرد.. والمهم أن نستلهم الدروس.. وهذا هو القصد من كلام الفريق.

وأخيراً، سوف تظل ثغرة الكيلو 135 نقطة فاصلة فى مواجهة الإرهاب.. أى أن الخطط والتدريب والمواجهة قبل «الثغرة»، غيرها بعد «الثغرة».. هكذا ينبغى أن نفهم.. وهكذا ينبغى أن تكون البيانات الرسمية أسبق من الشائعات.. فقد تأخرت جداً، وحين تكلم «شفيق» مسكوا فيه!