عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

خسارتنا فى معركة اليونسكو وخروج الوزيرة السابقة مشيرة خطاب من السباق ليست هى الخسارة التى نبكى عليها ولكن مانبكى عليه هو انفصام الشخصيه الذى نعانيه ويعلمه القاصى والدانى فى العالم كله فهل يعقل أن تملك مصر ثلث آثار العالم وهى من أكثر دول العالم إهمالًا وتدميراً للآثار، وكيف نخوض معركة ضخمة يتفوق فيها المتنافسون بكل شىء ونحن لا نملك إلا الصراخ اليومى فى الإعلام المحلى والعالمى على طريقة : أنقذوا آثارنا من المياه الجوفية، ومن يتصدى للصوص الآثار الذى يقومون بعمليات تنقيب يومى وممنهح فى جميع أنحاء المحروسة، ويوميا نسمع عن معارك يخوضها الجانب المصرى لاسترجاع آثار تم بيعها داخل مصر وتهريبها خارجها والدخول فى منازعات لإعادتها مرة أخرى ولم نفكر أن العالم ينظر إلينا نظرة فى غاية الخطورة وهى اننا متناقضون نقول الشىء ونفعل عكسه ندفن رؤوسنا فى الرمال والعالم مطلع علينا ويفضح سوءاتنا، ولسان حاله يقول: من لم يحم تراثه لن يحمى تراث غيره.

فبدلا من بكائنا على اللبن المسكوب وعلينا النظر للأمر بشكل أكثر موضوعية.

 إن دولة عريقة مثل مصر يمتد تراثها الى أكثر من سبعة آلاف عام ويوميا تفقد من رصيدها وتراثها أمام العالم ونكذب على أنفسنا وعلى غيرنا بأننا سنكون أمناء وأوصياء على تراث غيرنا.

أقول هذا الكلام وفى قلبى غصة تعتصرنى وأنا أمر يوميا على آثار دهشور وبالتحديد مقبرة وهرم سنفرو وأنا أسمع صوت اللوادر والحفارات والكسارات والجرارات والشاحنات العملاقة وهى تحفر وتنقل (رمال وظلط وطفلة) للمحافظات بحجة ان هذه المنطقة جيدة من حيث نوع التربة ونسينا ان هناك خمسة كيلو مترات حرم لهذه المنطقة لا يجب الاقتراب منها أو الحفر بها ولكن ما يحدث هو كارثة بكافة المقاييس فآلات الحفر المدمرة والناهبة لآثارنا تحت مسمى رخص المحاجر تقوم بهذه الجريمة على بعد عدة امتار من المنطقة الأثرية التى فقدت  طبيعتها  بعد أن صنفتها هيئة اليونسكو كموضع تراث عالمى. 

وليس هذا فحسب فالمنطقة بأثرها فقدت رونقها بعد ان اختفت الاتوبيسات السياحية من طريق المريوطية السياحى وحلت محلها السيارات التى تنقل الرمال بأحجارها الأثرية وسيارات الكسح والقمامة ومخلفات الهدم لتتحول المنطقة إلى كارثية بدلا من محمية عالمية، إننى أدعو الدكتور خالد العنانى وزير الآثار واللواء كمال الدالى محافظ الجيزة لزيارة المنطقة وإعادة النظر فى تصاريح المحاجر التى تمنح للقاصر والدانى، وختاماً لن ننجح فى اية معركة داخل أروقة اليونسكو إذا خسرنا معركتنا مع ناهبى الآثار.