عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

انتهت معركة انتخاب مدير جديد لهيئة اليونسكو بفوز المرشحة الفرنسية.. ولكن لم يهدأ غبارها، وسيظل عالقًا فى أجواء العلاقات الدولية، سواء على الدول التى شاركت، أو الدول التى كانت وراء حجاب الانتخابات!

.. وما يهمنا من هذه الانتخابات بعد إخفاق المرشحة المصرية، أن أمنيات الدول ومصائرها لم تعد بقرارها ولا بأياديها، بل أصبحت تتحكم فيها دول أخرى مثلما نتحكم بالريموت كونترول بالتليفزيون عن بعد.. وأن وكالات الاستخبارات هى التى تحكم دول العالم الآن وليست القصور الرئاسية!

وإن محاولات القوى الكبرى فى التدخل السافر فى سياسات الدول لم تتوقف عند حد توجيه بعض سياسات الدول، بل باتت تحكم بدلًا عن العديد من الحكام الصغار فى العالم، الذين أصبحوا ليسوا سوى صور فى براويز الدول الأكبر!

وقد عانت مصر، وما زالت، من التدخلات الدولية فى تقرير مصيرها، وإن الكثير من المعارك التى خاضتها، ودفعت الغالى من دماء أبنائها ومن ثرواتها كان من أجل الحفاظ على استقلال قرارها وفى الحفاظ على مكتسباتها من الثورات والثروات!

ومنذ ثورة الزعيم أحمد عرابى ومرورًا بثورة 25 يناير، وحتى 30 يونيو، لم تكن كلها سوى موجات من الغضب الشعبى للتخلص ممن يتحكم فيه، ويقرر مصيره، ويسرق ثورته وثروته.. معارك متواصلة، وإهدار مستمر فى القوة والموارد وأيضًا فى الطموحات والأمنيات!

وحتى لا نذهب بعيدًا إلى عرابى 1881م. أو يوليو 52، فإن ثورة 25 يناير تحديداً، لم يفسدها على الشعب سوى التدخل الخارجى من دول كبرى وصغرى كذلك.. وللأسف استعملوا شبابًا صادقًا ومحبًا لبلده بلا شك، سقط، دون أن يدرى، فى حبائل مؤامرات ضد الثورة والثوار.. ولا ننسى ما فعلته جماعة الإخوان من السطو على الثورة، وتسليمها عن قصد للدول الكبرى فى العالم والصغرى فى المنطقة لإفراغها من مضمونها وأهدافها، وإجهاض أحلام الشباب المصرى الذى دفع من أجلها أجمل زهوره من شهداء هذه الثورة!

وإن الإرهاب الذى، ما زالت، مصر تعانى منه، ليس سوى صورة من صور تدخل الدول لقمع هذا الشعب، وهؤلاء الإرهابيون الذين يحملون السلاح من داعش أو الذين يحملون الميكرفونات فى فضائيات الإخوان ليسوا إلا أدوات وأبواق لدول تسعى للضغط على الدولة أو الشعب للخضوع وللخنوع!

وهذا لا يعنى أنه لا خلاص من هذه الدائرة المحكمة من المؤامرات، ولكن يمكن كسرها بذكاء وجهد كبيرين.. وإن حرب أكتوبر تعتبر نموذجًا مثالياً، وإن الانتصار الذى فرضته مصر بالقوة أجبر أمريكا والسوفييت وكذلك إسرائيل بالاعتراف بالدولة المصرية، كرقم صعب فى المنطقة، يجب الجلوس معها والتعامل معها.. فهذه هى حقائق الأمور فى العلاقات الدولية، ولذلك فإن انتخابات اليونسكو لم تكن سوى صورة مصغرة لمعارك قذرة تحارب فيها دول بدلًا عن دول أخرى!!