رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما بين الترشح لرئاسة أكبر منظمة دولية للثقافة والعلوم والتربية «اليونسكو» وبين أنشطة وبرامج تدريب وورش عمل فنية وشعرية وأدبية فى مراكز رامتان أو قصر ثقافة أديب وعميد الأدب العربي، د. طه حسين، برئاسة المبدع الشاعر على عمران نجد أن مصر عليها دور كبير وعبء عظيم فى إعادة بناء البنية الثقافية فى مصر وفي الوطن العربي لتعود إلى دور الريادة والزعامة الحقيقية فى التأثير على الإقليم وعلى القارة الإفريقية والآسيوية ودول البحر المتوسط، فإذا كانت دولة عظيمة بعراقة وحضارة الصين قد أعطت صوتها وتأييدها إلي مرشحة مصر فى انتخابات «اليونسكو» السفيرة مشيرة خطاب، فهذا دليل على أن الدول ذات الحضارات تعلم وتعى وتدرك أهمية مصر ودورها المحورى فى الثقافة العالمية والحفاظ على التراث والقيم والهوية وكذلك على مفهوم التربية الذي يعترف بالاختلاف فى حدود العولمة والتسامح وقبول الآخر، فلا هوية يتم إلغاؤها أو حذفها أو أن تذوب فى هوية أخرى، إنما على الأمم أن تحافظ على هويتها وتاريخها الحضاري وموروثها الشعبي مع حفظ المسافة المتاحة التى تستوعب العولمة والتسامح والإنسانية دون تعصب عرقي أو ديني أو سياسي حدودى، لهذا فإنه على مصر أن تستعد من الآن للمرشح أو المرشحة القادمة لشغل هذا المنصب الثقافي الدولي الرفيع وعلى المسئولين أن يحددوا مناطق القوة والضعف التى أدت الى عدم الفوز بالمنصب، ولتكن الدبلوماسية المصرية من أكثر مواطن القوة التى أهلت مصر لأن تصعد الي التصفيات النهائية وهو دور كبير وقوى ولكنه للأسف واجه تحديات انقسام وفرقة عربية أدت الى أن بعض الدول العربية التى نعدها أشقاء ودول جوار لم تعطِ صوتها وتؤيد المرشحة المصرية، كذلك بعض الدول الإفريقية بالرغم من الاتفاق المسبق على توحيد الكتلة المؤيدة للسفيرة وهذا يستوجب أن نعيد النظر فى العلاقات من الواجهة الدبلوماسية والثقافية والسياسية وأن نبدأ حداداً ثقافياً وشعبياً قبيل الحوار الدبلوماسي والسياسي لندرك حجم الاختلاف وليس للهجوم أو الدفاع... وإن كانت الدبلوماسية هي المحرك الأول فى تلك الانتخابات المصرية الدولية إلا أن الإنجاز الثقافى والسياسة المصرية للدولة هى المعيار والمؤشر الأول الذى إن جاز التعبير هو موطن الضعف الشديد والذى لم يمكن السفيرة من الفوز لأن الاختيار فى المقام الأول يجب أن يتوافق مع المعايير والمتطلبات الدولية ولقد كان لفاروق حسني الذى تم ترشيحه فى جولات سابقة للمنصب ذاته لم يحظِ أيضاً بالقبول، لأن الإنجاز الثقافى والحضارى المحلى له مؤشرات وله مردود وله دلالات تبدأ من الاهتمام بالهوية وبالفكر وتربية النشء ثقافياً وتعليمياً وهذا ما لم ندركه ولم نبدأ فيه حتى الآن بكل أسف.

ومع هذا، هناك دوماً بارقة أمل وبؤرة من الضوء الشارد الخافت الذي يضيء الظلام فى قصر ثقافة طه حسين الذى عقد ورش تدريب فني وشعري وأدب لأطفال منطقة الهرم على مدار أشهر الصيف والإجازة المدرسية، فإذا بالأمهات من العمرانية والطالبية وكفر طهرمس وصفط اللبن قد اصطحبن صغارهن من الصبيان والبنات ليتعلموا الرسم والنحت والنقش وكذلك الإلقاء الشعري واللغة العربية وفنون المسرح  والأداء، بالرغم من الغيظ والازدحام وارتفاع الاسعار وضيق النفس وذات اليد، ومع كل هذا وجد مدير القصر الشاعر على عمران من يساعده ويتطوع لتعليم الصغار مثل الفنان خالد عبدالسلام الممثل وعضو المسرح القومى ووجد أيضاً الترحاب والتعطش من الأهالى وكما هى الأم المصرية المكافحة البسيطة التى لا تجد مكاناً فى نادٍ أو فى صالة جيم أو فى مدرسة ذات تكاليف باهظة لأبنائها ليقضوا فترة 6 أشهر إجازة صيفية إلا ذلك المتحف أو المركز أو القصر الثقافى الجماهيرى ليعلم ويهذب وينير الطريق لصغارها... لكي نصل الى «اليونسكو» علينا أن نبدأ من هنا من الاطفال من القرى من الأرض من مراكز الثقافة الجماهيرية من الثقافة والفن والتربية الشعبية الراقية كي نصل يوماً لأن نفوز بـ«اليونسكو» عن جدارة وليس بالدبلوماسية والاتفاق واللوبي السياسي... الطريق إلى العالمية يبدأ من المحلية.